يستقبل أهالي العاصمة المقدسة هذه الأيام بكل فرحة وسرور وفود الرحمن الذين اتوا من كل فج عميق لأداء مناسك الحج استجابة لنداء الخالق عز وجل القائل (واذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق). حيث بدأ ضيوف الرحمن في التوافد على بيت الله الحرام من كل أصقاع المعمورة وقلوبهم وأعينهم تتلهف شوقاً لرؤية الكعبة المشرفة، حيث تذرف أعيونهم العبرات وهم يشاهدون بيت الله العتيق بعد أن اتوا من ديارهم البعيدة وتحملوا العديد من المشاق في رحلة سفرهم وتركوا المال والولد لرحلة العمر التي لا تنسى في سبيل بلوغ هذه الغاية والهدف الذي يحلمون بتحقيقه لأداء مناسك الحج وزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. إنها مواقف مؤثرة تشدك وأنت ترى ضيوف الرحمن وهم يكتسون ببياض لباس الاحرام وينتشرون جماعات وفرادى في الساحات المحيطة بالمسجد الحرام ملبين نداء ربهم وكلهم شوق ولهفة لرؤية بيت الله العتيق رافعين اكف الضراعة لله عز وجل بالشكر على أن سهل لهم طريق وصولهم لهذه الديار المقدسة لأداء نسكهم وهم ينعمون بالخدمات المتكاملة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - منذ أن وطأت أقدامهم الأراضي المقدسة. وبين نظراتهم وألسنتهم تنطلق كلمات تحمل من بلاغة التعبير والدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - الذي وفر هذه الإمكانيات ومكنهم من الذهاب للبيت الحرام والعودة منه براحة واطمئنان داعين الله سبحانه وتعالى أن يديم لهذه البلاد قادتها وأمنها واستقرارها.