يجتمع ثلاثة ملايين حاج في لحظة واحدة معا كأكبر تواجد في العالم بأسره، ملبين نداء الخالق «لبيك اللهم لبيك»، كل هذا من أجل الحج، (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق). ها هي أيام الحج تجلت وظهرت، وأيام البركات أتت بالنفحات، وأيام التكبير تنادي الله أكبر، وها هي الأفواج سعدت لزيارة الديار المقدسة، وها هي القلوب المشتاقة وصلت بأذهانها قبل أجسادها، فهنيئا لمن ذرف الدمع اشتياقا لهذه الديار ووصلها سالما غانما، وهنيئا لمن سيطهر نفسه من الأدران، وهنيئا ثم هنيئا لمن يحج بيت الله الحرام، وهنيئا لمن هاجر إلى الله الرحمن الرحيم. ما أجملها لحظات عانقتها مشاعر الإيمان، وبلهفة وشوق مؤمن للبيت العتيق تزدان، إنها أيام الحج الفضيلة، إنه حج بيت الله العامر، بياض الإحرام غطى جبال مكة، فلم نعد نشاهد إلا بياض البدور، مشهد إيماني يشعرنا بمكانة الإسلام، ويشعرنا بانعدام الطبقية بين بني الإسلام، فلا فقير ولا غني فالكل هنا سواسية، فهنيئا هنيئا لمن حج بيت الله الحرام.