بدأ الاستعداد لموسم حج هذا العام 1430ه من قبل الجهات الحكومية بشتى قطاعاتها المختلفة ذات العلاقة ومؤسسات الطوافة منذ مطلع العام الحالي ، وبدأت في تنفيذها على أرض الواقع بعد عيد الفطر المبارك ، فموسم الحج من أكبر المواسم على الإطلاق حيث يتجمع فيه مالا يقل عن مليوني حاج من شتى أصقاع العالم بالإضافة لحجاج الداخل لأجل آداء الركن الخامس من أركان الإسلام ، وقلوبهم وعيونهم تتلهف شوقاً لرؤية البيت العتيق بعد أن تحملوا الغربة ، والمشاق في رحلتهم من أجل بلوغ هذه الغاية الإسلامية ، وتحقيق الهدف الديني الذي يحلمون به منذ سنين خوالي مضت ، فالحج أعظم مؤتمر إسلامي يجتمع فيه المسلمون من مختلف بقاع الأرض في صعيد واحد مهللين مكبرين ملبين نداء رب العالمين يحدوهم الأمل ، ويحفهم الخوف والرجاء ، رافعين أكف الضراعة إلى الله عز وجل راغبين في مغفرته ورضوانه ، فهذه الرحلة الإيمانية تأخذ المسلم إلى مراحل متتابعة متدرجة من التطهير والتزكية ، فحجُّ بيت الله تعالى له شأن عظيم ، وأمر جليل لا بد للنفوس أن تعلم ما له من قدر ومكانة ، وتستشعر ما له من فضل وعظمة ، وفيه من الفوائد الإسلامية العامة ما لا يتوفر في غيره من العبادات الأخرى ، فالحج يساهم في تنمية علاقة الإنسان بالإنسان ، وعلاقة الإنسان بالله ، وبناء أسمى العلاقة به سبحانه وتعالى ، وبالمقابل تجد في مكنون كل مرء يخدم حجاج بيت الله على ثرى بلادنا الحبيبة سعادة غامرة لا يشعر بها غيره ، والحمد لله على كرمه وفضله بأن جعل آل سعود حُكاماً لهذه الأراضي المقدسة ، ومكلفين بالإشراف على هذه الشعيرة الدينية ، والتي لم يبخلوا تجاهها بشيء منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته ، وحتى عصرنا الحاضر الذي يتولى تصريف أموره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية ، والمتابع للمشاريع التي تنفذها حكومتنا الرشيدة في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف والمشاعر المقدسة التي يقام عليها آداء ركن الحج سوف يجد أنها في تطور مستمر كل عام ، كما أن الخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن بمختلف أنواعها في تحسن مستمر ، والتنظيمات الداخلية لحجاج الداخل التي يُشْرِفُ عليها مقام وزارة الداخلية يُرتقى بها عاماً بعد عام من حيث التنظيم والتسهيل ، وحصر عدد الراغبين في آداء الفريضة.... وما ذلك إلا رغبه من ولاة الأمر في تقديم أقصى التسهيلات لحجاج بيت الله الحرام ليقضوا مناسكهم بيسر وسهولة ، ويعودوا إلى ديارهم وأهلهم سالمين غانمين فائزين همسة : العيش في الدنيا جهاد دائم. ومن أصدق من اله قيلاً (وَأَذِّنْ في النَّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلَى كُلِّ ضامِرٍ يَأتينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ).