بحلول فبراير 2009 يكون قد مضى على بداية انهيار السوق السعودي للاسهم ثلاث سنوات ، والطوفان مستمر ، مخلفا في كل موقع وفي كل زمان ضحايا جدد ، غيبهم مد ذلك الطوفان وجزره ، ومنذ ذلك الوقت والى الان وبعد مرور مايزيد على 1000 ليلة منذ ليلة انهيار السوق في 26-2-2006 والجميع يتساءل ويبحث عن قاع السوق واين يكون حتى اضحت حكاية البحث عن القاع اشهر من حكاية شهريار ولياليه الالف وفوقها ليلة ، في وقت لم يعد هناك اهمية للبحث عن قاعنا "قاع الف ليلة وليلة" ، بعد ان كان سابقا مطلبا هاما ، كون قاع السوق اصبح معلوما ، ولكن لايراه الجميع وسط حالة من التوهان والذهول جراء مايحدث للسوق من احداث ، فمرة يقال بان قاع السوق 14000 وبعد ذلك 9400 وبعد ان اصبحت تلك القيعان في طي النسيان وتلك نعمة من نعم الله علينا (فالنسيان ميزة الانسان) ، سمعنا بان القاع 6767 ولم يكن كذلك ، لتاتينا منطقة 4222 حاملة معها امالا كبيرة بان تكون القاع المنقذ بعد مشيئة الله ، ولا نعلم مابعدها ، ولكن في زخم هذا العصف الذهني والنفسي .. وجب علينا ان نتساءل ماهو القاع؟ ، وكيف يكون ؟ وهل هناك فعلا قاع للسوق السعودي ؟ فالقاع حقيقة ليس منطقة او نقطة معلومة نبحث عنها ، بقدر ما القاع نفسه هو من يبحث عنا ، فالواقع يثبت ان قاع أي موجه واركز على كلمة " موجة"، هو نقطة التقاء واتفاق قناعات المستثمرين بالشراء والبيع وتتكون من عدة نقاط تشكل منطقة ، وبالتالي نجد ان من يحدد تلك المنقطة هم المشترون والبائعون ، فالمشتري يحددها بدخوله بالشراء والبائع بتوقفه عن البيع لتتلاقى القناعات وتتحد لترسم بذلك مستوى قاع لموجة الهبوط ، ملغيا بذلك ماهو دارج بانه منطقة محددة مرسومة مسبقا وتقوم بتسيير اتجاهات المستثمرين سواء قبل الوصول لها هبوطا او بعد ملامستها صعودا . وغالبا القاع يتحدد بمعطيات مالية تتمثل بانخفاض مكررات ارباح شركات العوائد والنمو، وفنية بتكون اشكال انعكاسية جاءت كمحصلة لسلوك متعاملين وقناعاتهم، وغالبا مايكون له من علامات تدل عليه كتكوين قناة افقية تتسم بالهدوء في تداولاتها وتنخفض فيها التداولات الى اقل حد ممكن وعدم التذبذب الكبير هو السمة الواضحة للسوق بعد هبوط مستمر وحاد. وتبعا لذلك وجب التفريق بين قيعان الموجات الهابطة التي تحدثت عنها وقاع السوق الحقيقي ، فكل موجة هبوط تحمل في بطنها قاعا صغيرا ، سرعان مايرى النور ، وتصغر قيمة ذلك القاع للموجه كلما اقتربنا من قاع السوق الاكبر الذي لا قاع بعده ، وحيث ان قيعان الاشياء هي نهايتها وقعرها ، فان قاع السوق الحقيقي هو قعره ، وقعره الصفر ، حينما نكون قد وصلنا الى العظم ، وبلغة المنطق لا اعتقد حصول ذلك بعد مشيئة الله لاعتبارات كثيرة ، ولكن بايماننا بالقدرة الالهية ثم بحسابات الارقام فلا مستحيل في ذلك ، فمادام العظم لم يظهر فان للسكين مجالا للعمل ..لذا وجب التفريق في استخدامنا اللفظي لمفردة القاع ، مابين قاع موجة تصحيحية وقاع سوق بدأ مؤشره من الصفر . [email protected]