حل على أرض الولاياتالمتحدة ضيفاً عزيزاً وأباً كريماً وقائداً كبيراً طالما اشتقنا كمبتعثين إلى لقائه والتشرف بتواجده في ديار غربتنا.. وهذه الزيارة للولايات المتحدة كانت مناسبة جميلة، واجتماعاً كان أجمل مع أبنائه المبتعثين، وكان حصاداً أكبر، ويبقى الرابح هو الوطن.. وطن الخير والعطاء.. وطن الأمن والرخاء.. وطن العلم والنور والسلام والإسلام. لقد حل خادم الحرمين الشريفين ضيفاً عزيزاً على قلوب أبنائه، وأملاً انتظرناه طويلاً في ديار غربتنا للتشرف بلقائه والسلام عليه ومعانقته، والثناء على عطائه وعطف خصاله. ولنطرح بين يديه الكريمتين - حفظه الله - شكر الأبناء لوالدهم على برنامج الابتعاث الذي استوعب الآلاف من الطلاب لنيل أفضل الشهادات ودراسة أقوى التخصصات في الولاياتالمتحدة وذلك من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ليكون بعدها هؤلاء الطلاب لبنات إصلاح وأدوات بناء تنهض بالوطن لمزيد من التقدم والتطور والنمو. ربح البيع أبا متعب، وها هم أبناؤك وبناتك المبتعثون والمبتعثات يتزينون بثياب العطاء والحصاد بعد أن سلكوا طريق العلم، وثابروا على التحصيل والتفوق والاجتهاد. لقد غرستم أبا متعب بذور الأمل والعمل.. فنما الغرس.. واشتد الزرع.. وحان وقت القطاف.. وكما احتفلنا من قبل بأجيال من الشباب السعودي الذين كانوا بذوراً بالأمس وثماراً يانعة اليوم، ها نحن نترقب أجيالاً أخرى من المبتعثين والمبتعثات الذين ينتظرون قرب تخرجهم ليكونوا مصابيح تتلألأ في بستان الوطن الغالي. إن الأمم لا تقوم إلا على العلم، وإن الشعوب لا تتطور إلا بالعمل فسلاح العلم والعمل أمضى وأقوى من أي سلاح، ولذا فإن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي يحمل امالاً وطموحات راهن على نجاحها الكثيرون وشكك فيها البعض، وتحفظ قوم آخرون.. ولكن يبقى الشباب السعودي أهلاً للرهان وموطناً للآمال والتطلعات، ويبقى الشباب السعودي مصدراً للأمان والاطمئنان، وهو الرصيد الحقيقي للوطن وهو الاستثمار.إن برنامج الابتعاث الذي اطلقه خادم الحرمين الشريفين انما جاء ليؤكد حرصه على تنمية الموارد البشرية للمملكة وبناء جيل من الشباب السعودي الذي يملك قوة العلم وثقافة العصر وسلاح الكلمة مع ثبات العقيدة ووضوح الهدف وسلامة المنهج.. جيل يبني مجتمعاً ويؤسس نهضة ويرسم مستقبلاً ينفع به أمته ويخدم به وطنه. إن هذا البرنامج جاء ليكون رافداً أساسياً لدعم الجامعات السعودية والقطاعات الحكومية والمؤسسات الأهلية لخدمة التنمية الوطنية الكبيرة التي تعيشها أرض الحرمين من خلال مختلف التخصصات التي سوف تلبي خطط التنمية ومتطلبات سوق العمل.وتأتي زيادة المكافأة للمبتعثين كالغيث حين الجدب، وكالاختيار حين الإخصاب.. فقد أعلنها خادم الحرمين الشريفين في اجتماعه مع أبنائه الطلاب، حيث بارك لهم وبشرهم.. فكان وقع هذه البشارة عليهم مفرحاً وكان خبراً سعيداً طالما اشتاقوا إلى سماعه من والدهم ليخفف عنهم بعضاً من هموم الحياة وتكاليفها.. وهكذا يأتي خادم الحرمين الشريفين ليكون بقلبه قريباً من أبنائه، وليكون بيديه سخياً مع أحبابه.. فكان العشم فيه حفظه الله كبيراً، وكان العهد متواصلاً، فاستبشر الجميع خيراً، وكانت الزيارة وجه خير للجميع.. فارتفعت الأيادي وتطلعت الأبصار إلى السماء وتمتمت الحناجر والشفاه كلها تدعو للوالد خادم الحرمين - حفظه الله - بالسلامة وطول العمر على طاعته.. وتلهج الألسن بالشكر له والثناء على جميل خصاله وكرم أخلاقه. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وأن يمتعه بالصحة والعافية، وأن يبارك له في أوقاته وفي عطائه. @ المشرف العام على الملتقى السعودي في أمريكا