يواجه (280) طالباً وطالبة بكلية الطب التابعة لوزارة الصحة بمدينة الملك فهد الطبية شبح الانقطاع عن الدراسة بسبب ثقل وبهاظة الرسوم التي يرون أنها أثقلت كواهلهم سيما وأن غالبيتهم ليس لديه أي مدخول مادي يغطي مصاريف الكلية من رسوم وكتب دراسية ومواد علمية وتتفاقم معاناتهم مع ارتفاع وغلاء المعيشة الذي طال الجميع. ورغم قتامة الصورة وضبابية مستقبل هؤلاء الطلبة إلاّ أنهم يرون أن مكارم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - التي غمر فضلها أبناءه المبتعثين بزيادة 50% لمكافآتهم وقبلها إعفاء جميع طلاب التعليم الموازي من الرسوم فتح أمامهم مجدداً نوافذ الأمل في أن يشملهم هذا الإعفاء أو الابتعاث. إبراهيم عوض الرشيدي (طالب طب في السنة الثالثة) وبلهجة لا تخلو من إحباط ومرارة يصف معاناته وزملاءه بالكلية قائلاً: حاولنا قبل ثلاث سنوات الاستفادة من برنامج الموارد البشرية بدفع الرسوم عنا وأخذها منا على شكل أقساط حال تخرجنا فقوبل طلبنا بالرفض لأننا بحسب تبريرهم تابعون لوزارة الصحة لنقوم بعدها بالتوجّه لوزارة التعليم العالي للاستفادة من برنامج الابتعاث الخارجي، وجوبهنا بنفس الرفض ولذات السبب وهو أننا تابعون لوزارة الصحة الأمر الذي دعانا إلى مراجعة وزارة الصحة وكانت المفاجأة أننا أيضاً لا نستفيد من هذا الابتعاث لأننا لسنا تعليما موازيا حسب رؤيتهم رغم أننا أفهمنا سابقاً خلاف ذلك وهو ما عصف بأحلامنا وأجهض أمانينا في مهدها بعد كانت الإجابة في جميع تحركاتنا هي الرفض. وبنبرة لا تقل مرارة يسرد عبدالعزيز جارالله الشمري معاناته قائلاً: الحقيقة يوجد منا مجموعة كبيرة من الطلاب بعضهم متزوج ويعول أسرة وآخرون لا دخل ماديا لهم خلاف البعض ممن يحمل أعباءً مالية لا أتصور أنها ستسمح له بتحقيق طموحه العلمي بمواصلة الدراسة. هذا إذا علمنا أن رسوم الدراسة للسنة الواحدة تصل إلى خمسين ألف ريال ويتساءل الشمري: كيف يمكن مواصلة الدراسة فضلاً عن الإبداع فيها إذا كان الواحد منا يرزأ تحت ثقل هذه الأعباء؟ ويعاود الرشيدي حديثه موضحاً: نحن للأسف الكلية الحكومية الوحيدة على مستوى المملكة التي تتقاضى رسوماً من طلابها ولذلك أملنا كبير في أن يشملنا الإعفاء منها وثقتنا في مسؤولينا كبيرة النظر في وضعنا واعفائنا من الرسوم الدراسية طالما أننا لم نستفد من برنامج الابتعاث.