في الأسابيع القليلة الماضية هطلت أمطار غزيرة على معظم مناطق المملكة مما تسبب في غرق بعض القرى وحدوث بعض السيول وخاصة في منطقة القصيم. وهكذا فإن على المواطنين أخذ الحيطة والحذر، ومن الدفاع المدني ومصلحة الأرصاد وحماية البيئة ضرورة وضع خطة استراتيجية لمواجهة أخطار السيول. وفي يوم الخميس 1429/11/15ه ذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن مجلس منطقة الرياض برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - قد وجه وزارة النقل والأمانة والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بضرورة الأخذ بعين الاعتبار عند التخطيط، تحديد مسارات الطرق ومجاري السيول الناتجة عن هطول الأمطار، والاستعانة بأصحاب الخبرة من كبار السن في تحديد معالم تلك المجاري، مع الاسراع في معالجة وضع الطرق الموجودة، والتي تعاني من هذه المشكلة، بالإضافة الى استكمال مشروعات تصريف السيول في جميع المناطق التابعة لمدينة الرياض. ومن المعروف جغرافياً ان بعض الأودية الطويلة والقصيرة في المملكة تخترق الكثير من المناطق. وتتميز هذه الأودية بأنها أودية جافة تقريباً لفترات طويلة من السنة، وقد لا تجري فيها المياه لعدة سنوات. وبالرغم من ذلك فإن هذه الأودية قد تشكل خطراً كبيراً على الإنسان والمزارع والقرى الصغيرة، وكل ما يعترضها من حيوانات او مركبات. وهنك كثير من الأحداث التاريخية المحلية التي تدل على خطر السيول في كثير من مناطق المملكة العربية السعودية. وبعض هذه الأحداث المحلية القديمة يدل على حدوث وفيات وتدمير للممتلكات. ان هذه المناطق التي تمر بها هذه الأودية تحتاج الى رصد مستمر بواسطة الأقمار الصناعية لمعرفة أي تغير فيها، او أي وجود مكثف للعمران داخلها، حيث إن ذلك يمكن أن يؤذي ما فيها من مبان او مزارع، او مركبات او منشآت، وخاصة اذا كانت في وسط مجاري الأودية او على ضفافها. وقد استخدمت صور الأقمار الصناعية في مصر لبيان العوامل المؤثرة على السيول التي تحدث فيها، وخاصة في شرقها وجنوبها. كما استخدمت بيانات طبقات الجو العليا لرصد قوة واتجاه الرياح. وقد اتضح أن سبب حدوث السيول هو وجود تيار نفاث منخفض جنوبي يعمل على جلب كتل هوائية مدارية (دافئة ورطبة) من فوق منطقة المحيط في الطبقات القريبة من سطح الأرض الى جنوب مصر، حيث يكون اتجاه التيار جنوبياً نتيجة لوجود مرتفع جوي على جنوب شبه الجزيرة العربية أحياناً. ولا شك أن الأقمار الصناعية يمكن أن توضح بعض التغيرات التي يمكن أن تسبب الفيضانات او السيول في أماكن كثيرة من العالم. ومن أجل إعداد خطط ناجحة للتعامل مع الحالات الطارئة للأمطار والسيول لابد من استخدام وسائل الإعلام المختلفة لتحذير الناس من أخطار السيول في جميع مناطق المملكة، وخاصة خلال الشهور الثلاثة القادمة.. والله تعالى أعلم.