تناول الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته التي ألقاها في قمة العشرين التي عقدت في واشنطون يوم الجمعة 14نوفمبر من عامنا هذا 2008م النظام المالي العالمي الحالي، وطالب بوضع قواعد تمنع تكرار الأزمة المالية مرة أخرى في المستقبل، وأوضح بأن هذه الأزمة المالية العالمية كشفت عن مخاطر العولمة غير المنضبطة وضعف الرقابة مما يؤكد أهمية تعزيز التنسيق الدولي، والحاجة الماسة الى الرقابة على كل القطاعات المالية، وتعزيز دور صندوق النقد الدولي في ممارسة هذه الرقابة عليها، وأكد خادم الحرمين الشريفين أمام قمة العشرين بأن المملكة العربية السعودية ستواصل اتخاذ السياسات اللازمة حتى يصل اقتصادها إلى النمو الكامل وأعلن عن توقعه بأن يتجاوز برنامج الاستثمار في كل القطاعين الحكومي والنفطي مبلغ 400ألف مليون دولار أمريكي خلال الخمس سنوات القادمة، وأضاف الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائلاً: نحن نتطلع إلى تعاون الدول المستهلكة للنفط، وذلك بعدم انتهاج سياسات تستهدف البترول وتؤثر عليه سلباً. وجه الرئيس الأمريكي جورج بوش تحذيراً إلى دول العالم أمام قمة العشرين من التراجع عن اقتصاد السوق أو اللجوء الى اجراءات تؤدي الى عدم مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الحالية غير أنه اعترف بتأثير الاجراءات التي اتخذتها الدول بصورة جعلت الأسواق تتحرك وبدأ الاستقرار يعود إلى أسواق المال الدولية، واعترف جورج بوش بأن الأزمة المالية الحالية تحتاج الى وقت لايجاد حل لها، وأن هناك مزيداً من الأيام الطويلة الصعبة ستواجه العالم وذلك بسبب تعدد في جداول الأعمال المقدمة من الدول المشتركة المتباينة في الاجراءات والأهداف التي زادت فعاليتها بسبب ضعف الرئيس الأمريكي جورج بوش بعد أن أصبح "بطة خشبية" بصورة تجعله عاجزاً عن ممارسة سلطاته في داخل ادارته، وزاد من هذا العجز الأمريكي غياب الرئس الأمريكي المنتخب باراك أوباما عن اجتماعات قمة العشرين التي عقدت في واشنطون ولكنه طلب من الكونجرس الأمريكي سرعة تمرير خطة إنقاذ ثانية للمواطنين لانعاش الاقتصاد الأمريكي عن طريق حقنه بمبلغ 100ألف مليون دولار أمريكي. قالت فرنسا أمام قمة العشرين في واشنطون ان الدول الصناعية الكبرى وكذلك الدول الأخرى المجتمعة معها اتفقت على دعم الاقتصاد الدولي، والأخذ بسبل تؤدي الى تنفيذ تنظيم دولي جديد، وإصلاح الادارة العالمية، وسيتم تضمين البيان الختامي لقمة العشرين دعم الاقتصاد العالمي، وايجاد وتنظيم دولي جديد، واصلاح الادارة العالمية حتى يمكن ايجاد حل عملي لأسوأ أزمة مالية يشهدها العالم منذ عقد الثلاثينات من القرن الماضي القرن العشرين، وأضافت فرنسا أنه يمكن وضع حصيلة أولى لهذه الأزمة وايجاد القرارات اللازمة لمعالجتها في 31مارس من العام القادم 2009م الذي ستعقد فيه قمة لمجموعة العشرين وتتبعها قمة ثالثة في يوم 30ابريل من عام 2009م دون أن يحدد مكان انعقادهما، وقد لقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعماً أوروبياً كبيراً من زعماء الدول الأوروبية أثناء الاجتماع الأخير للمجلس الأوروبي الذين وافقوا على ضرورة الأخذ بمعايير دولية لاصلاح المؤسسات المالية العالمية لحماية الدول الفقيرة لتعمل بشكل أفضل. يدعو الرئيس الكوري الجنوبي لي توينج باك قادة العالم إلى الأخذ بحماية التجارة الدولية بين كافة الدول لمواجهة الأزمة المالية التي نشأت في الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى يمنع انتشارها على المستوى الدولي. صرح المستشار المالي لرئيس الوزراء الباكستاني شوكت تارين أن بلاده في حاجة الى مساعدة عاجلة من صندوق النقد الدولي لمواجهة العجز الحاد في ميزان المدفوعات، وأعلن بأن باكستان ستحصل على مبلغ 4آلاف مليون دولار أمريكي هذا العام من صندوق النقد الدولي لمواجهة العجز في ميزان مدفوعاتها الذي لا تقل قيمتها عن 7آلاف مليون دولار أمريكي مما يجعل دعم صندوق النقد الدولي لباكستان يستمر طوال السنتين القادمتين بجانب ما طلبه الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما من دعم مالي من الكونجرس للاقتصاد الأمريكي أعلن بأنه لا يستطيع السماح بأي تأخير لتقديم مساعدة لأكثر من مليون أمريكي استنفدوا تأمينهم للبطالة قبل نهاية العام الحالي 2008م.. وأضاف فإن لم يتبن الكونجرس خطة فورية لاعطاء الاقتصاد التحفيز الذي يحتاجه فإنه سيكون قراري الأول بصفتي الرئيس الأمريكي، وقد عبر باراك أوباما عن ارتياحه لعقد قمة العشرين في واشنطون لأن الأزمة المالية العالمية تتطلب رداً عالمياً منسقاً، وعدم مشاركة باراك أوباما في قمة العشرين لم يمنعه من إرسال وزيرة الخارجية السابقة مادلين كوربل أولبرايت والبرلماني الجمهوري السابق جيم ليش لاجراء لقاءات غير رسمية مع الوفود المشاركة في المؤتمر، ودعا الرئيس المنتخب باراك أوباما أيضاً الى انتهاج سياسة استثمارات على المدى الطويل لايجاد وظائف جديدة وتعزيز الطبقة الوسطى والحفاظ على قدرة الاقتصاد الأمريكي على التنافس في القرن الحادي والعشرين. افتتحت قمة العشرين أعمالها يوم السبت 15نوفمبر من عامنا الحالي 2008م وأصدرت البيان الختامي الذي ينص على خطة عمل من 6نقاط تتضمن 50اقتراحاً يرمي الى استعادة الثقة بالنظام المالي الدولي، واتفق على اجتماع وزراء المالية قبل نهاية مارس من عام 2009م لوضع خطة الإنقاذ ووضعها موضع التنفيذ وتضمن البيان الختامي تحديث النظام المالي العالمي والعمل على إصلاح البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وعلى الرغم من الإجماع على البيان الختامي فإن أوروبا تحدثت عن خلافات بين واشنطون ودول الوحدة الأوروبية في ما يتعلق بقواعد ضبط الأسواق العالمية وأعلنت الصين بأن تقديم الدعم للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي يستوجب بالضرورة مشاركة الدول التي تقدم هذا الدعم المالي في اعداد وتصرفات السياسة المالية لهذا البنك والصندوق الدوليين