ركزت الاهتمامات في بلادنا على الخطوة الإيجابية التي اقرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على التعليم حيث اقر مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم منذ سنتين ماضيتين ويتعطش الجميع لنجاح هذا المشروع وترجمته على ارض الواقع لكونه مشروعاً جباراً كان له صدى على المستويين المحلي والخارجي وتسابقت الشركات العالمية المتخصصة للمشاركة في خطط وتأمين ما يلزم هذا المشروع حيث يعتبر نقلة نوعية تعليمية لم يسبق لها مثيل، وحيث تابعت سير ذلك عن بعد لعلي آراء ما يلبي تطلعات ولاة الأمر يحفظهم الله ومن خلفهم الآباء والمعلمون والطلبة وللأسف غيّبت المعلومة عن هذا المشروع وسادته الضبابية وما نعرفه كمعلومة قديمة انه تم تعيين مدير للمشروع من خارج الوزارة وعمل ثلاثة اشهر تقريباً وقدم استقالته وكانت مثار سؤال للكثير لا نعتقد أن تكون الاستقالة بسبب مادي بمعنى عدم وجود حوافز لمشروع عظيم للعاملين والتنفيذيين على الأخص، وإن كانت العوامل نفسية أو بيروقراطية فلماذا؟ المشروع أكبر من أن يكون تحت صراعات ورياح شخصية تنعكس ويلاتها على استراتيجية وآمال المجتمع السعودي وادعو الله ألا تخيب الآمال والأحلام وان نرى التعليم بالمملكة يساير التعليم لدى الدول المجاورة وغير المجاورة فلا عذر بعد اليوم، بقول عدم وجود بنود وتحميل الوزارات الأخرى ثم تعثر التعليم غير مقبولة هدية خادم الحرمين لأبنائه وبناته وأطفاله ومعلميه يجب أن ترى النور وان نلمس أثرها كما هو حريص يحفظه الله، أن المشروع يقترن باسم عاهل هذه البلاد الغالية وعدم وضوح الرؤية حوله ينبئ أن المشروع يمر بمرحلة حرجة وأن المشروع اكبر من قدرات الوزارة وطواقمها فكل ولي أمر له الحق أن يعرف عن مراحل وخطط المشروع ولا يغيب، أن البياض الأعظم من المتابعين يفسرون روية الملك عبدالله يحفظه الله أن تكون ادارة المشروع خارج الوزارة وألا ترتبط بشكل مباشر. بما هو قائم من خطط تعليمية لدى الوزارة منذ كانت وزارة للمعارف وبعد تعديل مسماها، وانني في هذه المقالة أثق في حرص معالي وزير التربية والتعليم ومعالي نائبيه لكنني اود وأتأمل مع غيري من الغيورين ان تؤخذ رؤية الملك عبدالله في الاعتبار ويتم تعيين مدير للمشروع دون مهام أخرى فليكن من خارج الوزارة والخيارات واسعة من خبراء تطوير التعليم وممن يشهد له بالرؤية الثاقبة والعمل الملحوظ وبعد النظر فمن يدير المشروع سؤال كبير؟ وكيل الوزارة حريص لكنه مثقل بالمهام العديدة فهو وكيل الوزارة لشؤون التخطيط ووكيل للوزارة لشؤون التطوير والمعنى أيضاً بمهام التطوير الإداري بالوزارة وعضو في كثير من اللجان فما هو الوقت المتبقي من وقت سعادته للمشروع العظيم وربما تتأثر ان لم تكن تأثرت بالفعل نتائج هذه المهام، وقل العطاء وخابت الآمال فقل عطاء التطوير الإداري بالوزارة لعدم وجود متخصص ومتفرغ وقل أداء التخطيط لنفس السبب لذا فإنني آمل كما هو أمل الملايين من أبناء هذه البلاد الغالية الطيبة أن يكون مشروع الملك عبدالله مشروع مستقل بما رصد له من أموال، ولن يغيب عن نظر معالي الوزير دور هيكلته الادارية والمالية وترشيح ذوي الاختصاص والخبرة مع مساندة الشركات الأجنبية في ذلك لكي يطمئن ويطمئن أن المشروع يحقق ويسير حسب روية صاحب الأيادي البيضاء عاهل هذه البلاد على أن يكون للمشروع مجلس تنفيذي من الجامعات السعودية وغير السعودية على ألا نشغل مديري العموم بالوزارة بالمشروع كمدير عام التدريب والابتعاث ومدير عام القياس والتقييم والجميع يعمل بالمشروع خلاف عملهم الرئيسي حيث يتمسك الجميع بالعمل بالمشروع لوجود الحوافز وربما يكون ذلك احد اسباب سلحفائية المشروع، لأن الإعلان عن هيكلة واستقطاب خبرات عالية (فالمشروع شيء ومسؤولو الوزارة ومهامهم شيء آخر) وفي الختام اتساءل كيف يتم قياس نجاح المشروع كما هي روية (القائمين على المشروع الآن) على خمسين مدرسة علماً أن مدارس المملكة أكثر من ذلك بكثير علماً أن المعايير المعروفة للحكم يفترض ألا تقل عن 10% حسب القياسات المعروفة والمتبعة، معالي الوزير المشروع لا يقارن بمشروع (اليوم الكامل أو مشروع الثانويات الشاملة) حين كانت الوزارة تختبر نفسها قبل أن تختبر التعليم ومنسوبيه. ما أود ان اوضحه أنني محب للجميع وأهدف لنجاح المشروع وتطبيق ابجديات الادارة عليه ولنا قدوة في الوزارات الأخرى فمشروع يعني استقلالية مالية وادارية نرى أن يكون نصف مجلسه من اصحاب الخبرات والأكاديميين والآخر من الهيئات وخلافه، وهناك هيئات استشارية تتلمس خدمة الوطن وأجياله قادرة على العطاء وارجو الا يكون المشروع مدعاة لاستلام رواتب ومكافآت ضخمة دون نجاح هذا المشروع، الذي يترقبه الكبير والصغير على أحر من الجمر ودعوتي الأخيرة تشكيل لجنة عليا من مجلس الوزراء وهيئاته الكريمة لتفعيل العمل في انجاز محاور مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم لكي لا يطول الانتظار على الآباء والأبناء كما طال على الأجداد والجدات ولنا في معالي الوزير كبير الأمل وبالله التوفيق. *مستشار إداري وتعليمي وتربوي