قد يصبح الخيال واقعاً معاشاً في غضون عامين حيث تطير السيارة وتقلع لتبلغ عنان السماء كما يقول مصنعوها - ذلك أن تلك السيارة الطائرة التي يطلق عليها مسمى "أوتوفولانتور" يجري التسويق لها بحسبانها الوسيلة المثلى للأثرياء والمشاهير كي يتفادوا الاختناقات المرورية ويجتنبوا تكدس السيارات في الطرق. ويردف صانعو تلك السيارة الطائرة قائلين إنها تتيح لسائقها فرصة الوصول الى سرعة (100) ميل في الساعة عندما تسير على الأرض و(150) ميلا في الساعة حينما تطير في الجو. ويستطرد بروس كالكينز مصمم السيارة التي تقوم على أساس فيراري (599) جي تي بي (GTB) فيقول إنها سوف تستمد طاقتها المحركة من ثماني مراوح تكون مركبة في جسمها. وأضاف: "تعمل هذه المراوح على دفع السيارة على الأرض بتيار هواء منحرف بمعدل ثابت ولكنه ليس قوياً بأكثر مما ينبغي. وحال تحليق السيارة في الجو، فإنها تصبح كالطائرة العمودية سواء بسواء حيث تتجه مقدمتها إلى أسفل حتى تتمكن من التحرك إلى الأمام والمضي قدماً كما أنها تتمايل وتتهادى يمنة ويسرة لتغيير اتجاهها. وفي حين أن أقصى ارتفاع لها يمكن أن يكون أعلى بكثير، فإن قدراً عالياً من الطاقة سيكون مطلوباً للتحليق بارتفاع يزيد على خمسة آلاف قدم، لذا فإننا نتوقع أن يظل الطيران لما دون هذا الارتفاع". ويشير بروس إلى أن السيارة ستعمل بنظام يجمع بين الوقود والكهرباء لتزويد وحدات القوة الدافعة بما يلزم من طاقة تصل الى ما مقداره (800) قدرة حصانية - معرباً عن اعتقاده أن السيارة سيكون بمقدورها الطيران جواً لمسافة 75ميلا أو السير أرضا لمسافة 150ميلاً قبل أن تكون في حاجة لإعادة تزويدها بالوقود. ولما كان التصميم لا يزال في مهده فإنه لا يوجد حالياً سوى نموذج مصغر من السيارة الطائرة. ويقول بروس إنهم كانت تساورهم الشكوك في بادئ الأمر بأن يكون بمقدورهم تصميم سيارة أرضية بالتقنيات الخاصة بهم بحيث تتمكن من الطيران بيد أن الطراز الأولي للسيارة سرعان ما أتاح لهم فرصة التحقق من أن ذلك ممكن وفي وارد الحدوث. وكان هذا المشروع الطموح قد انطلق في شركة تصميم الطائرات مولر إنترناشونال بالولايات المتحدة إثر ورود طلب إلى الشركة بشأن تصميم السيارة لرجل أعمال ثري أدرك أن الزحمة المرورية من وسط مدينة موسكو إلى منزله الريفي سوف تفضي إلى تأخيره. وقد ظلت فكرة إنجاز وسيلة نقل أرضية وجوية في آن معاً بمثابة حلم يراود الدكتور بول مولر مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي لعشرات السنين. إلا أنه وبرغم الدعم من قبل مستثمر ثري فإن مولر ما برح متردداً في إنتاج أي سيارة حقيقية يمكنها أن تسير على الأرض وتطير في الجو. بيد أن مولر يرى أن طائرة بمقدورها السير على الطرق البرية قد تكون من الناحية العملية أفضل من السيارة التي بمقدورها الطيران في الجو. وتحدثت عن سيارة "أوتوفولانتور" قائلا إنها ممكنة من الناحية الفنية ولكن الطيران بها في العديد من المدن قد لا يكون أمراً مقبولاً من الناحية السياسية إلى أن يتم استخدامها بنجاح في أدوار وبيئات أخرى. وعلق قائلا: "سواء كانت أم لم تكن ممكنة من الناحية العملية فإنها تثير الخيال وتحفزه على التفكير في القدرة على الإقلاع الرأسي للخروج من الاختناقات المرورية ومواصلة المسير".