تحدث معالي أمين مجلس الوزراء عبدالرحمن السدحان حول "السيرة الذاتية.. مقاربات ومكاشفات" في محاضرة نظمها النادي الأدبي بأبها، بحضور وكيل إمارة أبها المهندس عبدالكريم الحنيني، وأدار الحوار أحمد عسيري رئيس جمعية الثقافة والفنون بأبها، وذلك يوم الأربعاء الماضي. وقد افتتح اللقاء بكلمة تعريفية بالضيف قدمها احمد عسيري ثم تحدث السدحان في مطلع محاضرته عن حنينه إلى أبها ووصفها بعطفه الولاء وشيمة الوفاء هذه الأرض الطيبة وقال انه شرف لي أن أكون ضيفا على نادي أبها مرة أخرى في هذه الأجواء الساحرة وشكر نادي أبها الأدبي لبحث السيرة الذاتية وتسليط الضوء على هذا الجهد المهمش ضمن دهاليز الأدب ومنحة وثيقة اعتراف، وعرف السيرة الذاتية بأنها وسيلة بوح مشروعة بكل ما فيها من مخزون النفس الإنسانية من مواقع وإحداث تتجاوز الخصوصية إلى آفاق الزمان والمكان والبشر المعاصرين إلى تفاصيل حياتهم مما يضيف إلى ثقافة القارئ إضافات. وأضاف أن السيرة الذاتية ليست حديثاً عن حياة بقدر ما أنها تقوم بدور المؤرخ والكاشف لترصد المجتمع في مكان وزمان ما ونمط فكر وأساليب تفكير وحياة حيث يعني المؤرخون بالحراك السياسي أكثر من السيرة الذاتية مبينا أن السيرة الذاتية تفلح فيما يخفق فيه المؤرخون فهي تقصر الفجوة بين الأطياف السياسية ومفردات الحراك الاجتماعي عبر لوحات من التجارب الذاتية التي رسمها الكاتب حروفا ومشاعر وانطباعات. وأضاف السدحان أن السيرة الذاتية في أحسن أحوالها هي تدوين شخصي تتعلق بصاحبها ولا تتعداه إلى الشرائح الأخرى التي يتشكل منها مجتمع الكاتب تجربة ونمط حياة وأبان انها مهما ارتدت من حلل الأدب تبقى ترجمة خاصة لحياة عاشها الكاتب في وقت ما ولا يعتمد عليها من الناحية المنهجية والتاريخية في التعرف على الإرث الثقافي في مجتمع السيرة لما فيها من انتقائية السرد. وأضاف أن الذات الإنسانية هي جزء من حراك المجتمع حياة ومشاعر ومواقف وأحداث ومدون السيرة لابد وان يكون يكشف بقراءاته بعض مكونات البيئة "سلوكية ونفسية وثقافية واجتماعية حتى تكون السيرة أهلا للتدوين وإذا دونت أصلا فهل يؤهلها ذلك لاهتمام القارئ أم ينصرف عنها وقال ان ذلك يحكمه عدة عوامل من أهمها الذائقة الأدبية لدى القارئ وما يميل إليه من هذا النسق وقدرة الكاتب على طرح مادة السيرة بطريقة تشد القارئ وان تتضمن مادة السيرة ما يستفز عقل القارئ وخياله وأضاف أن كتابة السير ستظل معلما من معالم الأدب قديمه وحديثه وسيظل الجدل حول نشأتها قائما الآن وغداً واعتبر أن تعميم الحكم على إقصاء هذا اللون هو ظلم كبير واستعرض عن نماذج لسير خلدت أصحابها مثل أيام طه حسين. ثم قدم السدحان مقطعاً من سيرته الذاتية "قطرات من سحائب الذكرى" عن لوحاته البنورامية التي تحدث فيها عن منطقة عسير لمراحل متفرقة من حياته مرورا بمحطات متعددة داخل المملكة وخارجها وانتهاء بالرياض وتحدث عن معاناته ومحطات حياته. وختم محاضرته بالحديث عن سيرته الذاتية.