قدم خبير الأرصاد والبيئة والتنبؤات الجوية الكويتي عيسى رمضان تقريراً عن التغيرات المناخية في العالم ومراحلها المهمة وتوقعات المستقبل خصوصا مع بدء ذوبان أجزاء من القطب الشمالي. وقد جاء في التقرير أن دول الخليج وما جاورها شهدت تغيرات في الظواهر الجوية لم يسبق للمنطقة أن شهدتها منذ أكثر من ثلاثة وأربعين عاما، حيث لم تسجل أي من الأمطار أو الأمطار الرعدية في السجلات المناخية لإدارة الأرصاد الجوية في دولة الكويت لأي من هذه الوضعيات المضطربة من الطقس غير المستقر والعنيف خلال شهر سبتمبر إلا في عام 1965وبعض من الأمطار الخفيفة في عام 1994ولكنها لم تكن بهذه القوة والعنف، فقد تأثرت المنطقة وبعد موسم جاف في موسم أمطار 2007- 2008لكمية أمطار شحيحة لم تتجاوز 36ملم وكانت من أكثر السنوات جفافا بعد موسم الأمطار في عام 1964، كما تميز عام 2008بكثرة تكرار العواصف الرملية والترابية العنيفة في معظم شهورها، وزاد ارتفاع نسبة الرطوبة النسبية في شهري أغسطس حتى تاريخ 11من سبتمبر. وكشف التقرير أن السبب يعزى لتأثر منطقة الجزيرة العربية والمناطق المجاورة بتطرف في المناخ بفعل التغير في المناخ العالمي وظاهرة الاحتباس الحراري الذي بدأ فعلا ينشر ثمار تطرف الظواهر الجوية من الجفاف في بعض مناطق العالم كأفريقيا وأستراليا وبعض دول غرب أسيا، وزيادة بكمية الأمطار والفيضانات وشدة وتكرار الأعاصير في مناطق أخرى من العالم. ونتيجة لذلك شهدت الهند فيضانات عارمة هذا العام لم تشهدها منذ أكثر من 200عام، كما زاد عدد الأعاصير في المحيط الأطلسي ومنطقة الكاريبي وأصبحت أعاصير مدمرة عنيفة أودت بحياة كثير من الناس، وتضررت الولاياتالمتحدة وكوبا وجزر الكاريبي والجزر المحيطة اقتصاديا وبشريا من هذه الأعاصير. وأوضح التقرير أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ولجنة تغير المناخ العالمي نشرت أن كوكب الأرض قد ارتفعت درجات الحرارة فيه بنسبة نصف درجة مئوية تقريبا منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي وهي أعلى ارتفاع متواصل إذ لم تتوقف الدول وتتحكم بنسبة إنبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وخاصة غاز ثاني أكسيد الكربون. وبسبب ارتفاع درجات الحرارة بدأ ذوبان جليد القطب الشمالي بشكل كبير ومخيف منذ عام 1981وزاد في الذوبان بين عامي 2005- 2007مما يجعل من المؤكد زيادة في ارتفاع منسوب مياه المحيطات والبحار بشكل كبير قبل عام 2100كما كان متوقعا من خبراء المناخ، مما يهدد غرق مدن كثيرة وأكثرها عرضة المدن الساحلية. وقد يكون لهذه المتغيرات المناخية تأثيرا واضحا بتطرف في حالة الطقس خلال السنوات القادمة لدول الخليج العربي والدول المجاورة. فقد شهدت بعض المناطق في الجزيرة العربية عواصف رعدية عنيفة في شهر مايو حيث بلغت سرعة الرياح أكثر من 140كم/ساعة كما زاد عدد العواصف الرملية وعنفها هذا العام. وما ميز طقس هذا العام أيضا هطول بعض من الأمطار الرعدية خلال شهر أغسطس وسبتمبر خاصة في المناطق الشمالية مما يشير إلى تطرف كبير في طقس هذا العام. وبين التقرير أن هطول الأمطار خلال فترة الوسم قد بدأ مبكراً خلافاً للعامين الماضيين، نتيجة التغيرات الحالية في طبقات الجو العليا بمنطقة الشرق الأوسط، فقد تحركت التيارات النفاثة جنوبا مما ساعد على تكون المنخفضات الجوية المتعمقة في طبقات الجو العليا وبارتفاع 15000قدم وحركتها جنوبا إلى الجزيرة العربية تصاحبها كتل هوائية باردة، على تكون المنخفضات السطحية كالمنخفض السوداني والمنخفض القبرصي المتعمقة والجالبة للأمطار بإذن الله تعالى.