نظمت غرفة التجارة والصناعة العربية الالمانية بالتعاون مع حكومة ولاية هامبورغ الالمانية وغرفة التجارة والمستشفى الجامعي فيها الملتقى الصحي العربي الالماني الثالث الذي انعقد في هامبورغ ورعاه رئيس حكومة المدينة اوله فون بويست يومي 28و 29أكتوبر وذلك بعد النجاح الذي حققه الملتقيان السابقان الاول والثاني اللذان عُقدا في برلين. ويشكل الملتقى الصحي العربي الالماني أرضية خصبة وجديدة للمهتمين بالتعاون العربي الالماني في المجال الصحي بغرض التشاور حول افضل سبل التعاون العربي الالماني في هذا المجال من خلال الاطلاع على المستجدات وعلى أحدث التطورات في قطاع الصحة العامة. حيث تم التركيز على مواضيع أمراض القلب والشرايين، الدورة الدموية والسكري، طرق الوقاية من الامراض السرطانية لدى الراشدين والاطفال، تحسين وسائل العلاج ورعاية المريض في المستشفيات، علاج الجروح وجراحة العظام، الاسس الثابتة لمستقبل أنظمة الضمان الصحي، التشخيص بالاشعة وتطوره بين المنهج والتطبيق، تأهيل الاطباء والممرضات والتعاون في مجال صناعة الادوية، بالاضافة الى معلومات عن دوراتِ تدريب وتأهيل الممرضين في مستشفيات هامبورغ وغيرها من المدن الالمانية. كما أقيم على هامش الملتقى معرض خاص للشركات العاملة في هذا القطاع ولتلك المهتمة بالتعاون العربي الالماني ودعت حكومة هامبورغ المشاركين الى عشاء احتفالي تتويجاً للمناسبة. وبلغ عدد المشاركين هذه السّنة 400شخص من مختلف المؤسسات والهيئات الصحيّة كشركات تصنيع الأدوية وهيئات التأمين الصحّي وشركات تجهيز المستشفيات والمنتجعات الطبيّة، إضافة إلى عدد كبير من الأطبّاء والصّيادلة وممثلي مؤسّسات التأهيل والتدريب الطبّي ومراكز البحث العلمي في البلدان العربيّة وألمانيا، إذ يشكّل الملتقى فرصة هامة لرجال الأعمال وأصحاب القرار المهتمين بالطب والصحة لبحث امكانيّات التعاون الثنائي في القطاع الصحّي. وتنظم الغرفة الملتقى للدور الهام الذي يلعبه قطاع الصحة في مجال التعاون العربي الالماني ولما يشكله هذا القطاع من أهمية في برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية الطموحة التي تنفذها الدول العربية والتي بإمكانها الاستفادة من خدمات النظام الصحي الالماني الذي يتمتع بسمعة عالية في المنطقة العربية وفي العالم. من ناحية ثانية تسعى العديد من الدول العربيّة إلى استقطاب الاستثمار في هذا المجال وتعمل على تحسين المستوى الصحي لمواطنيها وإتاحة وسائل العلاج لهم في بلادهم. وتعتبر ألمانيا الشريك الأمثل في هذا المجال فالقطاع الصحّي في ألمانيا اكبر قطاع من حيث العمالة وهو يوفّر أكثر من اربع ملايين فرصة عمل كما تبلغ مساهمة القطاع الصحّي حوالي 11،1% من الناتج المحلّي الاجمالي وهي نسبة تزيد بمقدار 2،5% عن متوسّط دول منظّمة التعاون والتنمية. التعاون العربي الألماني حقّق نجاحات عدّة، وبلغت قيمة التبادل التجاري بين الجانبين خلال العام 2007م 34مليار يورو ويشكل قطاع الصحة جزءا هاما من هذه العلاقات. كما وقّعت عدّة دول عربيّة - من بينها مملكة البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة - اتّفاقيّات تعاون مع عدّة جامعات ومستشفيات وشركات ومراكز بحث طبّي ألمانيّة لتدريب العاملين في القطاع الصحّي من أطبّاء وممرّضيين وإقامة ورش عمل تخصصيّة وتبادل الاستشارات العلاجيّة وأقامت بعض الدّول العربية الأخرى - من بينها المملكة العربية السعودية - مستشفيات ومراكز علاج مشتركة. وفي تصريح خاص ل"الرياض" قال الدكتور أسامة شبكشي سفير المملكة العربية السعودية لدى ألمانيا الذي مثل المملكة في الملتقى "هناك 1500مواطن سعودي مريض يعالجون في المستشفيات الالمانية في مختلف الحالات الصحية وباشرت المملكة بإنشاء أكثر من 100مستشفى في المملكة العربية السعودية من مختلف التخصصات الطبية، إيماناً من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بالتأمين الصحي والرعاية الطبية للشعب السعودي الكريم".