ترددت كثيراً قبل كتابة المقال، لأنني أشعر بأن الحديث عن الأبجديات وتكرارها قد يساء فهمه، فلو كتبت بأنه يجوز للاعب أن يسجل هدفاً بالقدم أو الرأس ولكن لا يجوز له أن يسجل باليد لاتهمت بالانتقاص من حق المتلقي، ولذلك أتردد في الكتابة عن أبجديات حقوق الإعلان بين النجم والنادي والمنتخب. ولكن حين تظهر قضية على السطح ويصدمني رأي بعض الأندية والمسئولين والإعلاميين، فلا بد هنا من عرض الأبجديات بعد إذن القارئ الكريم. الأمر ببساطة يتلخص في أن النادي يملك حقوق إعلان النجوم طالما يرتدون شعار النادي، والمنتخب يملك حقوق إعلان النجوم طالما يرتدون شعار المنتخب، والنجم يملك حق الإعلان طالما لا يرتدي شعار أي من النادي أو المنتخب. يستثنى من ذلك حق اللاعب في التعاقد ولبس الحذاء يضاف له القفازات بالنسبة للحارس حتى لو اختلفت مع الشركة المنتجة لملابس المنتخب أو النادي. تلك أبجديات يعرفها من يكلف نفسه بقراءة لائحة الاحتراف، أو يتابع ما يدور في العالم من حولنا، فنحن لن نعيد اختراع العجلة من جديد، فهذا "ميسي" يلعب في برشلونة ويظهر مع النادي في إعلانات "نايكي"، ولكنه يظهر مع فريق "أديداس" بإعلان لا يعترض عليه النادي الكاتلوني ولا الشركة العملاقة. وحتى في السعودية قبل كأس العالم 2002م، كان المنتخب السعودي مرتبطا بعقد إعلاني مع "كوكاكولا" وكابتن المنتخب آنذاك "سامي الجابر" أحد نجوم "بيبسي"، والأمثلة أكثر من أن تعد أو تحصى، لمن يفتح عينه وعقله ويشاهد ويتعلم. ورغم الحرج من السؤال، حتى لا يعتقد الضيوف أننا جهلة لا نفهم شيئاً في الاستثمار، فقد تصادف وجود خبراء الاستثمار الإنجليز في مؤتمر "اقتصاديات في الرياضة" مع مشكلة شركة "الاتصالات" مع نجوم "موبايلي"، فقررت أن أسأل رغم علمي بالجواب، ولكن "زامر الحي لا يطرب"، فربما يقتنع المعترضون برأي الخواجات، فجاء الجواب واضحاً بأن للنجم الحق في الإعلان مع الشركة التي يريد طالما لا يلبس شعار النادي. ورغم وضوح الجواب فقد كررت السؤال لأن في الإعادة إفادة والتكرار يعلم "الشطار"، فقال مسئول العلامة التجارية في نادي تشلسي الإنجليزي: إن نجم الفريق "مايكل إيسيان" يقدم إعلاناً لشركة مشروبات تنافس الشركة التي يرتبط معها النادي، كما أن "جو كول" هو الآخر مرتبط بعقد مع شركة أخرى منافسة لإحدى الشركات الراعية للنادي اللندني. أحبائي النجوم، إن من حقكم الإعلان مع الشركة التي ترغبون طالما لا ترتدون شعار النادي، وفي الوقت نفسه أنتم مطالبون بالإعلان - دون مقابل - للشركات المرتبطة مع النادي والمنتخب، ولكن بشكل جماعي (في إنجلترا لا يقل عن أربعة)... وعلى دروب الاستثمار نلتقي،،