المنطق دائماً والعقل يؤكدان أن الخطأ ليس منوطاً بجنس دون آخر بل هو مرتبط بالنفس البشرية.. أيضاً الخير ليس مرتبطاً بجنس دون آخر بل هو مرتبط بالنفس البشرية.. ان يعتقد احدنا ان خروج المرأة بالمطلق باب فتنة فإن ذلك تعسف لا يقبله ديننا الإسلامي. المتابع لواقع بعض الفتاوى المحلية يلمس غير عنصر.. اهمها ان بعض علمائنا بكل طيبة يجيبون على بعض الاسئلة الملغمة ومن هنا يأتي الوقوع في خطأ الفتوى.. لأن المعلومة التي استند عليها معلومة موجهة الهدف منها الوصول لإجابة محددة مسبقاً من قبل السائل..؟ وهذا النوع يشكل خطراً على السياق العام للفتوى خاصة وان بعض علمائنا يرتكزون على اصالة وعفوية حقيقية وليست مفتعلة. لن اختلف مع التأكيد بحسن نوايا هؤلاء العلماء.. ولن اختلف مع متانة المرتكز العلمي الشرعي لديهم.. ولكن لنقف جميعاً امام بعض الفتاوى لنلمس وبشكل صارخ ان بعضهم يقع فريسة سوء نية السائل..؟ حين يدعو احدهم لنظر المرأة بعين واحدة فقط..؟ الافتراض هنا يرتكز على أن المرأة مشروع انحراف لا ذنب فيه للرجل أبداً؟ وحين يتم تحريم نوع معين من جوالات الكاميرا او تحريم مسلسل بذاته او نظام البوفيه في الحفلات.. ألا يوحي ذلك بأن السؤال أساساً جاء ملغماً ولهدف محدد مسبقا؟. بداية اعتقد ان علينا الآن ان ندرك جميعا ان تلك الفتاوى لم تعد شأناً داخلياً بحتاً بل ان الآخر يتابعها بشكل كبير بعضه لا يخلو من سوء النية وبعضها يأتي في سياق قناعته بأن بلادنا أرض الرسالة دائماً. مما يعني معه ضرورة الاهتمام اكثر والأخذ على عاتقنا خاصة علماء الدين حتمية الاهتمام بالفتوى من خلال التركيز اكثر والأخذ بأفق علمي اوسع حتى لا نجد من يعتقد اننا نريد قتل ميكي ماوس او ان نمنع المرأة من الامتنان لربها في نعمه وخاصة نعمة الابصار والرؤية بعينيها وليس بواحدة. الفتوى هي في مضمونها تمثل منهج الاجتهاد على مدار السنين بمعنى ان ما قد يصلح لزمان قد لا يصلح لآخر مع الأخذ في الاعتبار ان أي فتوى لا يجوز ان تخرج أساساً عن ثوابت الدين ولا أن يتطاول صاحبها او يزايد على الدين لمجرد اثبات رأيه او توجهه الفكري. حقيقة اشعر بألم كبير من تلك الاسئلة الملغمة والتي تمثل في اغلبها نفوساً مريضة لا تريد الخير بالاسلام ولا بمجتمعنا بل يهمها تأصيل التطرف أكثر وأكثر من خلال استغلال عدم احتواء بعض علمائنا للمتغيرات العلمية والاجتماعية والتي تمثل مرتكزاً مهماً في بعض الفتاوى التي هي ترجمة لحقيقة ان الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان. اعتقد ان الأخذ بالمنهج الشمولي في الافتاء بات أمراً مهماً وذلك بتشكيل لجنة تضم ضمن علماء الشريعة علماء في الطب والاقتصاد والاجتماع والتربية.. من شأنها ان تحتوي في فتواها أي متغير او مؤثر معاصر دون إخلال بثوابت الدين الاساسية وليست المذهبية.