يقول سياسيون عراقيون ومحللون ان طيف ايران يلقي بظلاله على المفاوضات بين بغداد وواشنطن حول الوجود الاميركي في العراق ما بعد العام 2008، الامر الذي يعرقل التوصل الى اتفاق بين الطرفين. ويوضح وزير العلوم والتكنولوجيا رائد جاهد فهمي ان ايران "تتحرك بموجب مصالحها الوطنية وتعتبر الوجود الاميركي تهديدا. وبالتالي، فانها ترغب في مغادرة القوات ولا تريد في جميع الاحوال ان تدع الاميركيين بسلام". ومنذ اجتياح العراق عام 2003بقيادة الولاياتالمتحدة وخصوصا منذ وصول حلفائها الشيعة الى السلطة العام 2005، باتت طهران تتمتع بنفوذ واسع النطاق لدى جارها. ونظرا لانتمائهم الى الطائفة نفسها، وجد العديد من القادة الحالييين في ايران ملاذا آمنا ابان حكم صدام حسين الديكتاتوري. ويضيف فهمي الشيوعي المنشق عن قائمة "العراقية" بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي "خلال المفاوضات، حاولنا تهدئة مخاوف جيراننا. كنا حذرين جدا في المحادثات مع الاميركيين لكيلا تبدو الاتفاقية كمصدر تهديد ضد اي كان". وقد اعلن وزير الخارجية هوشيار زيباري مساء الاربعاء ان واشنطن تقبل "الاستماع" الى التغييرات التي يطالب العراق بادخالها على الاتفاقية الامنية المثيرة للجدل. لكنه تابع "لا اعتقد انهم في وارد اعادة المفاوضات برمتها مجددا". اما يوست هلترمان مدير الشرق الاوسط في مجموعة الازمات الدولية فقال ان "الهدف العام لايران يتمثل في افشال الجهود الاميركية لاعادة اعمار العراق وخصوصا منع واشنطن من حصد نجاح يمكن ان يشكل منطلقا لتهديدها". واضاف الباحث المقيم في اسطنبول ان "التأخير في توقيع الاتفاقية الامنية سيوجه ضربة الى ادارة الرئيس جورج بوش". واشار الى ان "ايران لا تبذل الكثير من الجهود للحصول على هذه النتيجة. يكفيها ان تلعب ورقة الشعور الوطني لدى العراقيين مشددة خصوصا على حصانة الجنود الاميركيين واحتمال وجود اميركي طويل المدى في بلادهم". من جهته، قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان "الاميركيين اظهروا انهم لا يحترمون اي اتفاق. واذا تطلبت مصالحهم ذلك، فانهم مستعدون للتضحية بأعز اصدقائهم".