استمر الارتفاع الثلاثاء في بورصات اسيا مدعوما بالآمال المعلقة على خطط الانعاش الاقتصادي في الدول الصناعية الكبرى وبارتياح في سوق القروض. وتجاوبت الاسواق الاسيوية على غرار وول ستريت مع دعوة رئيس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) الاميركي بن برنانكي الى اعتماد خطة انعاش اقتصادي جديدة في الولاياتالمتحدة بعد الخطة بقيمة 168مليار دولار التي اقرت في الربيع الماضي. وقال برنانكي الاثنين متحدثا امام لجنة الميزانية في مجلس النواب انه "يبدو من المناسب في الظروف الحالية ان ينظر الكونغرس في خطة موازنة" لانعاش الاقتصاد. وعلى اثر هذا التصريح، سجلت بورصة نيويورك الاثنين ارتفاعا فاغلقت على زيادة بمعدل 4.67% لمؤشر داو جونز و3.43% لمؤشر ناسداك. وسجلت بورصات اسيا والمحيط الهادئ الكبرى توجها مماثلا الثلاثاء حيث اغلق مؤشر نيكاي في بورصة طوكيو على 9306.25نقطة بارتفاع بنسبة 3.34%. وفي المقابل، سجل ارتفاع بنسبة 2.73% في سيدني و1.21% في سنغافورة و2.15% في نيوزيلندا و1.24% في بانكوك و0.79% في بومباي و1.41% في جاكرتا و0.69% في كوالالمبور. وقال بيل تشاترتون من شركة ايه بي ان امرو مورغانز في بريسبان مبديا ارتياحه "ان السوق تتصرف بشكل مناسب الى حد ما. لن اذهب الى حد القول اننا خرجنا من الورطة، لكنه على الاقل يوم ايجابي". ورأى ماساتوشي ساتو المتعامل في شركة ميزوهو انفستورز سيكيوريتيز في طوكيو ان "تعليقات برنانكي عززت الامال في اقرار اجراءات اقتصادية جديدة ودعمت السوق". واضاف ان "اسواق المال هادئة نسبيا على المدى القريب. والاموال التي سحبت من السوق تتوجه نحو اصول مشكوك في تحصيلها". كذلك شهدت سوق القروض بين المصارف الاثنين انفراجا كبيرا في معدلات فائدتها لليوم السابع على التوالي بعدما كان شللها في قلب الازمة المالية. وتعود الازمة التي اصابت هذه السوق الى فقدان الثقة في ملاءة المصارف ما جعلها تتردد في اقراض بعضها البعض. وصرح الرئيس جورج بوش ان رياح "الهلع" التي اثارتها الازمة المالية بين الاميركيين هدأت على ما يبدو لكن "الطريق امامنا ما زالت طويلة". ويجري بحث تدابير انعاش في جميع انحاء العالم لتجنب انتقال الازمة المالية الى "الاقتصاد الفعلي" لا سيما على ضوء المخاوف من ان يرتفع عدد العاطلين عن العمل في العالم من 190مليون نسمة عام 2007الى 210ملايين نسمة في نهاية 2009بحسب ارقام المكتب الدولي للعمل. وحذر مدير مكتب العمل الدولي خوان سومافيا من ان "الازمة لا تقتصر على وول ستريت بل تطال الشارع برمته". ومن المتوقع ان تنشر عدة مجموعات كبرى اميركية واوروبية نتائجها هذا الاسبوع ما سيعطي لمحة اولى عن مدى المشكلات العملية التي تواجهها المؤسسات. وفي فرنسا اعلن رئيس الوزراء فرنسوا فيون عن تدابير انعاش اقتصادي عارضا خطة دعم السلطات المحلية بقيمة خمسة مليارات يورو وزيادة بنسبة 3الى 4% في القروض التي تمنحها المصارف. كما ستضخ الدولة الفرنسية بحلول نهاية السنة 10.5مليارات يورو في اكبر ستة مصارف خاصة فرنسية لتمكينها من تمويل الاقتصاد بمستوى كاف. ويستبعد الاتحاد الاوروبي في الوقت الحاضر اعتماد خطة واسعة النطاق منسقة لانعاش الاقتصاد على غرار خطة انقاذ القطاع المصرفي. وواصلت اسعار النفط ارتفاعها حيث وصل سعر برميل النفط الخفيف المرجعي "لايت سويت كرود" تسليم تشرين الثاني/نوفمبر الى 75.61دولارا صباح الثلاثاء في اسيا بزيادة 1.36دولار بالمقارنة مع 74.25دولارا مساء الاثنين في نيويورك، غير انه ما زال دون المستوى الذي وصل اليه في تموز/يوليو وقدره 147دولارا. ومن المتوقع ان تقرر منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) خلال اجتماع استثنائي الجمعة خفض انتاجها لدعم الاسعار.