من القنوات الجديدة والتي تنبئ بتميز واضح وخط مختلف؛ قناة "دليل" التي يشرف عليها الشيخ د:سلمان العودة، والقناة مختلفة عن كل من القنوات الدينية الأخرى بأنها متخصصة في الفتيا والاستشارات الشرعية، وفي رمضان حيث تهفو النفس إلى متابعة البرامج الروحانية والدينية كان لقناة "دليل" نصيب كبير من متابعتي فوجدت أننا نقصر جداً في الاحتفاء بالتجارب الجادة لبناء الإعلام المتخصص - والذي نحتاجه جداً - وقناة دليل رغم عمرها الوليد إلا أنها تخطو خطى كبيرة وجميلة في باقة برامجها المتنوعة. مما أعجبني في "دليل" تنوع الضيوف وتنوع جنسياتهم ومذاهبهم، وهذا التنوع مفيد جداً في تحقيق أهداف القناة المعلنة وهي من أعظم ما تحتاجه الأمة لتتعامل مع مستجدات عصرها باختلاف الآراء الفقهية وتباينها حسب المذاهب، فالانفتاح الثقافي الذي نعيشه يجعل من الصعب جداً على المتلقي العادي تفهم الخلاف بين آراء المفتين مما يثير الزعزعة في النفوس أو التسفيه لآراء الآخرين لمجرد الاختلاف ويؤدي بالتالي لتقويض الحركة الفكرية والثقافية في البلاد. أحب من دليل أن تكون قناة (جديدة) بكل معاني الجدة من تعامل منظم مع مستجدات العصر واتساع للرؤية الفقهية وتنظيم لعملية الاستفتاء، أحب من دليل أن تكون قناة (إسلامية) تسع المسلمين جميعاً باختلاف مذاهبهم الفقهية، أحب من دليل أن تكون (عالمية) فالإسلام دين المسلمين أجمعين ونحن مع حبنا لعلمائنا في السعودية نحب أيضاً أن نستمع لسواهم من العلماء في مختلف أقطار الأرض.. أحب منها أن تكون (عيناً) على كل جديد ومستجد من النوازل والقضايا التي تحتاج لآراء العلماء، وأن تنطلق بمهنية عالية ومنافسة فلا ترتكز على شهرة الشيخ أو شهرة الضيوف في تسويق برامجها لئلا تقع في مأزق بعض القنوات الدينية الباردة!.