أتساءل أحياناً هل نحن مجتمع بريء إلى هذا الحد؟... ولكم النماذج التي أزعم انها جعلتني أطرح ذلك السؤال الذي يبدو في ظاهره البراءة وداخله أشياء أخرى، لا أعرف إن كانت تهكماً أم....؟ يؤكد مصدر أمني مسؤول انه تم القبض على مجموعة من الشباب المنتمي للإرهاب ممن تم (التغرير بهم).. ويعزز ذلك ذووهم حيث يؤكدون أن أبناءهم تم التغرير بهم.. أيضاً تؤكد مصادر أخرى انه تم علاج مجموعة من الشباب المتعاطي للمخدرات ممن غرر بهم من شياطين الإنس وأوقعوهم في سراديب الظلام..؟ أيضاً تم القبض على مجموعة من الفتيات الهاربات مع بعض الشباب وتبين انه ايضاً تم التغرير بهن والوقوع في براثن ذئاب الإنس.. أيضاً تبين ان رسائل الجوال كانت سبباً في خسائر المغرر بهم في سوق الأسهم.. بينما كشفت مصادر أخرى انه تم التغرير بأحد الشباب وتم تزويجه مسياراً ليكتشف انه الزوج الخامس بعد أن أكد له أهل العروس انه الزوج الثاني فقط وان طلاقها كان بسبب بخل وشراسة الأول ليكتشف الزوج المغرر به انه الزوج الثالث على ذمتها مسياراً في الوقت نفسه.. لنعذره لأنه مغرر به.. واستمر مسلسل التغرير ليقتنص السيدات الباحثات عن المال احداهن استجابت لاتصال هاتفي قادم من الخارج يؤكد فوزها بجائزة لتكتشف بعد ذلك ان الفائز كان المتصل وليس هي لأن طمعها دفعها لاعطائه رقم حسابها.. انه التغرير وليس شيئاً آخر.. وأخرى كانت تزعم للجميع وخاصة زوجها انها لا تملك شيئاً من راتبها لتضطره للاقتراض ليكمل منزلهما ثم ونظراً للتغرير بها خسرت أكثر من نصف مليون في استثمارات توظيف الأموال.. لا داعي للغضب فهي أيضاً مغرر بها.. مسلسل المغرر بهم طويل الأكيد أن اولى حلقاته ليست شاباً انتحر أو أدمن ولن تكون آخر حلقاته خادمة تم التغرير بها لتترك بيت كفيلها ولكنه مسلسل طويل يشبه الأفلام الهندية وأحلام اليقظة.. السؤال لماذا نحن فقط من يغرر بنا..؟ سؤال مشروع من حقي أن أطرحه وأن اصرخ ليسمعه الجميع..، هل التغرير مثلاً جزء من الخصوصية السعودية.؟ أو هو تأكيد على طيبتنا..؟ أم هو تأكيد على عدم نضجنا وسهولة التغرير بنا جاء لأننا اعتدنا على فلسفة الموافقة وكل شيء زين..؟؟! أم هو شكل من أشكال التكاسل والبحث عمن يفكر نيابة عنا ويعمل نيابة عنا ويجعلنا أثرياء ونحن نمارس نوماً متتابعاً...؟ أم هو تأكيد صريح على أننا لا نستطيع مواجهة أخطائنا فندعي التغرير أم أن كثيراً منا ما زال طفلاً يسهل التغرير به.. أم لأن فلسفة الشور شورك يا يبه أنتجت مجتمعاً ينظر للتغرير به باعتباره أمراً طبيعياً ولا خجل من التصريح به؟.