استمتعوا بالسيئ فالأسوأ قادم.. هكذا يوصينا المفكر الإسلامي خالد محمد خالد.. كيف لا والسوء يحيط بنا من كل جانب.. أزمات كثيرة تحيط بنا، بعضها أصابنا وبعضها لم يصبنا بعدُ ولا زلنا بانتظاره.. ما أصابنا من أزمات هو قدرنا، وما لم يصبنا هوالقضاء الذي نسأل الله أن يلطف بنا فيه.. لست متشائما ولا سوداويا، ولكن لا أرى بالأفق البعيد ما يبشر بالخير.. السواد والأسى يحيطان بنا من كل جانب.. والمستقبل غامض لا ندري إلى أين سيقودنا.. وأين سنصير فيه. أنظر بعيدا.. أطيل النظر، ما هي أقصى نقطة ممكن أن تصل اليها بنظرك.. مهما كانت بعيدة هل تعتقد أنك تستطيع أن تصل اليها.. هل تعتقد انك اذا سرت باتجاه تلك النقطة التي قمت بتحديدها لن يعترض طريقك أي عارض؟.. ولن يظهر بطريقك من سيحاول أن يعرقلك.. وهل تعتقد أنك ستكتفي بتلك النقطة أم أن طموحك سيغريك الى السير خطوات أخرى باتجاه نقطة أبعد ؟! . هناك أزمات كثيرة تحيط بنا.. أزمات تُفرض علينا وأخرى من صنع أيدينا.. ما يفرض علينا لا حول لنا فيه ولا قوة.. ويجب علينا أن نعيشه ونتأقلم معه.. وأن نحاول أن نخفف من حدته، وأن نخرج منه بأقل الأضرار.. أما الأزمات التي من صنع أيدينا فتلك مصيبتنا في الدنيا.. هناك من يهرب من أزماته فتظل تلاحقه طول حياته.. وهناك من يعمل على مواجهتها والسعي للتغلب عليها.. وهؤلاء هم السعداء الذين لا يتركون أي خيوط قد تعكر عليهم صفو حياتهم. يعيش الإنسان حياته بانتظار المجهول.. السعادة نصنعها بأيدينا واختيارنا.. والتعاسة والحزن أمور غالبا ما تكون خارجة عن إرادتنا.. بالتأكيد ليس هناك من يقوم باختيار التعاسة لحياته . الحزن انكسار مفاجئ نتعرض له دون رغبة منا.. يأتينا مع الأخبار السيئة ويكون نتيجة للأحداث السيئة التي قد تصيبنا.. ومن رحمة الله بنا أن الحزن يبدأ كبيرا ويقل في حدته تدريجيا.. الحزن حاله مؤقتة نهزمها بالإيمان العميق بأن كل ما يصيبنا فهو من عند الله.. وكما جاء في الحديث الشريف (عجبا لابن آدم إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له). المفاجآت السيئة في حياتنا كثيرة.. لا يجب أن نستسلم للتفكير بها وترقبها لأننا إذا فعلنا ذلك ظللنا طول العمر في حالة من الترقب المثير المزعج الذي يرسخ بداخلنا هواجس ووساوس كثيرة وكبيرة للمستقبل.. ابحثوا عن الأمل بين جوانب حياتكم.. استنفروا الفرح ولا تبخلوا بلحظات السعادة أن تتمتعوا بها.. استمتعوا بالسيئ فإن الأسوء قادم.. ودمتم سالمين.