عدت قبل أيام من مكةالمكرمة.. من الحرم الشريف في ليلة الختمة المباركة ووسط ضجيج الملايين لفتت نظري شرائط لاصقة حمراء اللون وضعت على بعض أعمدة المسجد كأسهم وإشارات؛ التفت يميناً فوجدت عدداً من الفتيات يرتدين فوق عباءاتهن جكيتاً فسفوري اللون وعليه شعار الهلال الأحمر ومن الخلف قد كتب عليه "متطوعة"، رأيتهن يحادثن بعضهن بأجهزة اللاسلكي في أنحاء الحرم ومعهن إخوتهن شبيبة صغار يساعدونهن على دفع المريضات بالعربات والنقالات، حقيقة بهرني المشهد وتوجهت لقائدة الفريق أسألها فأرجأتني قليلاً وهي تنهي استشارة طبية من إحدى المريضات وتصرف لها العلاج المناسب أنهت مهمتها ثم قالت لي: نحن فريق متطوع متخصص طبياً نعمل هنا من بداية رمضان في صلاتي التراويح والقيام ونقدم استشاراتنا وإسعافاتنا الأولية مجاناً إلى المحتاجات وكذا نقدم الأدوية اللازمة لبعض الأعراض البسيطة ونقدم خدماتنا لوجه الله تحت مظلة الهلال الأحمر، ابتدأنا ب 39متطوعة فقط والآن يزيد عددنا على 250متطوعة ننتشر في كل مصليات النساء في المسجد الحرام. شكرتها وانصرفت بكثير من الحسرة على غياب التغطية الإعلامية لهذا الجهد النسائي الرائع، كيف يمكن أن يتجاهل دور فتيات سعوديات يعملن دون كلل ويقدمن علمهن تطوعاً ويبذلن من أوقاتهن وأنفسهن لمدة شهر كامل!. ألا يعتبر هذا إنجازاً ضخماً يستحق التشجيع والدعم ليستمر؟. هذه صورة مختزلة ربما تظلم إنجاز الفريق لكنها محاولة خجولة لتقديم هذا النموذج الجميل للفتاة السعودية، تحية كبيرة لفريق الفتيات المتطوعات، تحية لإخوانهن وأولياء أمورهن، وشكراً للأسهم الحمراء التي دلّتني عليهن، وبثت فيّ التفاؤل.. وعذراً لهن باسم إعلامنا المشغول!.