@@ الذين يتحدثون عن السلام.. ولا يعملون على تحقيقه.. هم طائفة أصيب بها العالم العربي.. ومازال يعاني من تصرفاتها اللامسؤولة كثيراً.. @@ أما الذين يعملون من أجل السلام.. وبصمت شديد.. ولا يجيدون الحديث عن جهودهم الكبيرة والمخلصة والساعية الى تحقيقه بالعمل الهادئ على كل الأصعدة والمستويات.. فإنهم هم الذين سوف ينتشلون هذه الأمة من الوضع المتردي الذي وصلت إليه.. بفعل تزايد تجار الحروب.. ومدمري فرص العمل من أجل السلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة بأسرها.. @@ وإذا كان هناك من يعطل التوصل إلى هذا السلام المنشود فهم أولئك الذين يتحدثون عن السلام وضرورة تحقيقه ولكنهم يعملون ضد التوصل اليه.. ويدمرون في الخفاء كل فرصة يمكن أن تقود اليه.. وإن اظهروا أنهم من الساعين اليه.. والحريصين على استتبابه.. @@ إن مصيبة هذه الأمة.. ليس في وجود عدو متغطرس يعمل على إجهاض كل عمل منظم وسليم هدفه تحقيق السلام في النهاية فحسب.. ولكنها في وجود بعض (المتاجرين بالقضية) من المنسوبين إليها.. والمحسوبين عليها.. وإن كانوا - في الحقيقة - من العاملين على إفشال كل خطوة تقود إلى السلام.. بتسريب الكثير من المعلومات إلى الأعداء.. وتأزيم المواقف المتوترة بين أطراف القضية المتصارعين.. @@ نحن إذاً أمام كارثة حقيقية.. وبصورة أكثر تحديداً.. فإننا نقف أمام ثلاثة نماذج من العمل السري مع وضد قضية فلسطين.. @@ نموذج.. يتشدق من أجل العمل بالسلام.. ولكنه يشجع العدو الإسرائيلي على تعطيل فرص تحقيقه.. @@ ونموذج يعمل من أجل السلام.. بصمت وهدوء وبإخلاص.. ولكنه لا يجد من يعينه.. أو يتجاوب مع آرائه وطروحاته بدرجة كافية حتى وإن قدم السلام على كثير من مصالحه واستحقاقاته.. والسبب في تعثر جهوده يرجع إلى أن هناك منتفعين من إبقاء الوضع على ما هو عليه.. والتكسب من ورائه.. سياسياً.. وأمنياً.. وحتى اقتصادياً أيضاً.. @@ ولو تابعنا مواقف هذه الأطراف من تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية (كونداليزا رايس) الأخيرة.. بأن الاستمرار في بناء المستوطنات لا يجب أن يوقف العمل من أجل السلام.. لو تابعنا بتمعن كاف ردود الفعل العربية الهادئة أو المتشنجة على هذا التصريح.. لأدركنا أن هذه الأمة في (محنة).. وأن المخلصين لقضاياها الكبرى محدودون للغاية.. وإن أسهم الإعلام العربي في التعمية.. والتشويش.. وضبابية الرؤية.. @@ أما النموذج الثالث فإنه سلبي الدور، وان اتسمت بعض مواقفه بالتأرجح وعدم الثبات.. @@ الأمل الوحيد المتبقي لهذه الأمة يتمثل في وعي شعوبها.. وإلا.. فإن (المتكسبين) من وراء قضاياها.. باتوا الأعلى صوتاً.. والأعظم جرأة.. والأشد صلفا ايضا.. *** ضمير مستتر: @@( أصحاب الممثل والقيم والمبادئ.. لا يحتاجون إلى رفع الصوت.. لأنهم مهمومون بما هو أهم وإن خفت صوتهم وندر ظهورهم على السطح).