الجميع في منطقة الخليج العربي يلاحظ ويشهد التطور العمراني والعقاري الكبير الذي يحدث في المنطقة. والجميع أيضاً يعرف أن هناك مجموعة من العوامل والأسباب لعبت دوراً رئيساً في هذا النمو المطرد في قطاع التشييد. ولعل هذه الأسباب والعوامل تنحصر في فوائض الميزانيات الحكومية لدول المنطقة بالإضافة إلى عودة الأموال الخليجية المهاجرة للاستثمار في المنطقة وهي أسباب كافية لدعم حركة الإنشاءات في الخليج والتي تصنف اليوم على أنها تشهد أعلى معدل نشاط عمراني على مستوى العالم. ولكن بالإضافة إلى هذه الأسباب هناك ثمة أسباب أخرى تدعم هذا الاتجاه منها سهولة التمويل وانتعاش حركة البناء ولكن في المقابل هناك أسباب أخرى تلجم هذه الانطلاقة فارتفاع أسعار مواد البناء وأجور الأيدي العاملة يؤديان إلى زيادة تكاليف الإنشاءات زيادة على قلة الخبرات في تنفيذ العمليات الإنشائية المعقدة خاصة أن منطقة الخليج العربي تشهد سباقاً هندسياً محموماً نحو السماء. فالأبراج والمراكز الضخمة هي السمة البارزة اليوم في عالم البناء في منطقة الخليج وهذه تتطلب في أحيان كثيرة شركات متخصصة لها قدرة كبيرة على تنفيذ مثل هذه الإنشاءات وهذا يتضح كثيراً إذا لاحظنا أن معظم معايير التشييد في المنطقة تعتمد بشكل أساسي على المعايير الأوروبية والأمريكية وذلك حتى تحقق الجودة والأمان لمنشآتها ومبانيها. والمؤسسات العقارية في الشرق الأوسط عموماً وفي الخليج بصورة خاصة في الآونة الأخيرة تعمل على تكثيف أعمالها الإنشائية ولهذا أصبحت محط أنظار مصممي الأبراج العالية وناطحات السحاب. ولعل هذا ما كان ليحدث لولا رغبة المستثمرين في حل الكثير من المشكلات التي تواجه قطاع الأعمال في منطقة الخليج بشكل عام فنقص المكاتب المناسبة للأعمال وعدم تلبية المعروض من الوحدات السكنية للطلب وغيرها من الأسباب أدى إلى ضرورة دخول المستثمرين إلى هذا المجال الجديد على منطقة الخليج والتي تتوفر على أرضه كافة الإمكانات اللازمة لتشييد ناطحات السحاب فتوفر الأرض الملائمة والبنية الجيولوجية لهذه الأراضي والدعم المالي القوي جميعها تصب في الاتجاه المناسب كما أن كثيراً من الدول في المنطقة تبدي اهتماماً كبيراً بمثل هذه المباني الشاهقة من أجل التمييز ومن أجل الإسهام في دفع عجلة النمو المعماري والتنمية الاقتصادية في منطقة الخليج.