القريات من اشهر حارات جدة الشعبية والتي كان اهلها يستبشرون بمقدم شهر رمضان ويتجهزون له سواء في البيوت او الشوارع التي كانت تضاء بالفوانيس والأتاريك منذ بداية دخول رمضان وعن هذه الحارة التقينا بعدد من كبار السن والذين لازالوا يتذكرون هذه الحارة الجميلة حيث يقول العم سعد جابر الحربي: عندما يقترب شهر رمضان المبارك تجد الجميع يستبشرون بهذا الشهر ويستعدون له سواء النساء في البيوت او رجال الحارة وشبابها وعندما تعلم ان غداً سيكون اول ايام رمضان يتم توزيع الأتاريك والفوانيس والتي تضاء وتوضع على اعمدة في زوايا الحارة ويتم توزيعها من قبل البلدية وتكون ليالي رمضانية في حركة دائبة فالكبار يجتمعون بعد صلاة التراويح ويتسامرون ويلعبون بعض الألعاب والشباب ايضاً لهم ألعابهم مثل الضاع والكبت وغيرها من الألعاب وهناك بسطات الأكلات الشعبية كالكبدة والسمبوسة والبليلة والترمس والسوبيا ومع ان الحياة كانت صعبة والحر شديد ووسائل التبريد تكاد تكون معدومة الا اننا نقوم برش منشفة ونتغطى بها حتى نبرد ايضاً نقوم بوضع التطلي في طشت به ماء بارد حتى تبرد وتجمد وكنا نستخدم المراوح اليدوية وكان هناك التواصل بين أبناء الحارة وتفقد الجار الذي يغيب عنه رب الأسرة. وحارة القريات اشتهرت ايضاً بوجود اللاعبين الكبار الذين شاركوا المنتخب الوطني انجازاته منهم الدكتور عبدالرزاق ابو داود وإخوانه واحمد جميل وخالد مسعد وكان يقام بها اشهر دوري كرة قدم برمضان. وأضاف العم عبدالحميد الجهني احد أبناء حارة القريات وقال: رمضان في القريات جميل ومميز وله طعمه سواء عند استقباله او خلال ايامه ايام الخير فكنا نستعد له ونجتمع في الحارة عند العمدة وكان الصبيان يستمتعون بألعابهم مثل البربر والزقطة والطاب وكلبي كلبك والطرة وكانت تقام مباريات بين الحواري في بعض الألعاب وخلال نهار رمضان وقبل الأفطار كنا حريصين على وجبة الفول وكنا نشتريها من باب شريف والتي كان يوجد بها معلم فول يسمى الرمادي. وكانت ايام رمضان في ذلك الوقت جميلة لأن فيها التواصل والتجمع وكنا على قلب واحد وكان كل بيت يعطي جاره من أكله وأدعو الله في هذا الشهر الكريم ان نحافظ على هذه العادة الجميلة والتي للأسف بدأت تتلاشى وتختفي من مجتمعنا.