قضى سيلفيو برلسكوني رئيس الحكومة الإيطالية أمس الجمعة شطرا كبيرا من وقته لمحاولة الحيلولة دون تكريس إفلاس شركة الخطوط الجوية الإيطالية "أليتاليا" بعد أن باءت المفاوضات بين النقابات والمستثمرين الإيطاليين الذين كانوا يرغبون في شراء الشركة بالفشل يوم الخميس الماضي. فقد رفضت عدة نقابات مشروع هؤلاء المستثمرين لإنقاذ الشركة من الإفلاس. بل إن بعضها أعرب أمس عن ارتياحه لفشل المفاوضات ووصف المشروع بأنه خطة وضعها "لصوص". وتنص الخطة على تسريح ثلاثة آلاف وخمس مائة عامل وموظف من بين عاملي الشركة وموظفيها والذين يبلغ عددهم قرابة عشرين ألف شخص. كما تنص الخطة على ضخ مبلغ مالي قدره مليار وخمس مائة مليون يورو في صندوق الشركة وزيادة ساعات العمل بالنسبة إلى الطيارين بشكل خاص وخفض مستحقاتهم وتقليص حجم رحلات الشركة والتركيز على الأنشطة التي تدر أموالا أكثر من غيرها والسعي إلى إشراك عدد من شركات الخطوط الجوية الأوروبية الأخرى في رأسمال الشركة الإيطالية ومنها أساسا شركتا "لوفتنزا" الألمانية و"آر فرانس" الفرنسية. وكانت الشركة الفرنسية قد عرضت قبل أشهر عرضا أفضل من العرض الذي تقدم به المستثمرون الإيطاليون لشراء الشركة الإيطالية. بيد أن سيلفيو برلسكوني أكد أكثر من مرة خلال حملة الانتخابات التشريعية التي أعادته إلى السلطة أن لديه القدرة على إقناع مستثمرين إيطاليين بتقديم عرض أفضل من العرض الفرنسي واتهم الحكومة السابقة ببيع المؤسسات الإيطالية بأبخس الأثمان إلى الأجانب. وفي انتظار ماتسفر عنه جهود رئيس الحكومة الإيطالية، حرص موظفو الشركة الإيطالية على الإبقاء على بصيص من الأمل لعدم تفكيك الشركة ووضع حد لنشاطها من خلال مواصلة العمل بدون مقابل إذا لزم الأمر لبعض الوقت. والملاحظ أن خسائر الشركة تقدر يوميا بمليوني يورو تقريبا.