فتحت رجاء الصانع صاحبة (بنات الرياض) الباب على مصراعيه أمام العشرات من الشباب والشابات السعوديين لسبر غور المنطقة المحرمة في الكتابة حين كسرت الحاجز بين الكتابة العامة والكتابة الخاصة.. بإصدارها لرواية (بنات الرياض) التي تحدثت فيها عن تفاصيل وقضايا لم يسبق تناولها في أي عمل روائي سعودي، وأظنها بذكائها علمت أن (بنات الرياض) بمثابة (بيضة الديك) التي لم تستطع تجاوزها ولن تقوى على إصدار أي كتاب أو رواية بعدها، وان فعلت فلا أظن أنها ستحقق أي نسبة تذكر من التوزيع أو النجاح مقارنة بما حققته (بنات الرياض) من توزيع وانتشار.. ومن بعد رجاء الصانع التي حطمت جدار القيد الفكري الذي كان يفرضه البعض على كتاباتهم.. انهمرت العشرات من الكتب التي تتناول الحالة السعودية، وصار بعض الكتاب يصدرون كتبا بأسماء نسائية مستعارة، ويضعون لكتبهم عناوين مثيرة بغية تحقيق ما حققته (بنات الرياض) من انتشار كبير وغير مسبوق. كما اتجهت بعض الكاتبات السعوديات بعد ذلك لإصدار كتب مشابهة أو أشد جرأة أحيانا، إما من باب الاستعراض أو التقليد أو طرق باب النجاح الساحق الذي حققته رجاء الصانع أو حتى ولو كان جزءاً بسيطاً منه.. حتى الجادات الحقيقيات من الكاتبات اللاتي طرحن قضايا مهمة وأفكاراً مميزة في كتاباتهن، تعمدن زيادة جرعة الجرأة في كتاباتهن مجاراة لمتطلبات السوق.. مما أدى الى وجود مخاوف من مثل تلك الكتابات.. اذ اختلط التوجه التجاري لدى البعض مع أحلام الطامحين للشهرة مع أهداف أصحاب الفكر والثقافة الحقيقية.. وصار من الصعب أن تفرق بين من هو جاد منهم ومن كان يتسلى.. وأصبحت ظاهرة الكتب السعودية الجريئة مطلبا لعدد كبير من الناشرين.. وأصبح الناس يتنبهون الى أن هناك أدباً سعودياً من واقع الحال يستحق الاهتمام والمتابعة. سيظل بنات الرياض على بساطته، علامة بارزة لمرحلة انتقالية في الأدب السعودي.. فلقد حققت رجاء الصانع بكتابها سبقا غير معهود.. وإن كان البعض يرى أن الكتاب لا يستحق كل ما أثاره من ضجة.. إلا أنني أرى أن الفضول هو الدافع الرئيسي الذي جعل الناس تقبل على اقتناء هذا الكتاب حيث إن الكاتبة نجحت باختيار اسم مثير للكتاب.. كما نجحت في تضمين الكتاب الكثير من النميمة والأحاديث النسائية التي تندرج تحت باب التسلية. عشرات الكتب لحقت برجاء الصانع.. كثيرون بعدها أصدروا كتباً وروايات وقصصاً على ذات المنوال.. قد يكونون أفضل منها وأكثر عمقا.. ولكن يحسب لرجاء السبق والريادة. وأنها أول من تجرأت واطلقت صوتها بلا خوف أو تردد.. ودمتم سالمين.