ماذا لو فكر أحدكم أن يهدي لطفله كتاباً، بالطبع قصة للأطفال، وفكر أن يكون كاتب القصة من أبناء أو بنات المملكة، هل سيجد بسهولة، هل سيكون الكتاب متوفراً في المكتبات، سيقول بعضكم أن هنالك بعض الإصدارات وبعض الكتب التي ألفها سعوديون، ويأتي على رأس هؤلاء الكتّاب الرائد عبد الكريم الجهيمان، وهنالك بعض الأندية الأدبية التي أصدرت محاولات لبعض الكتاب الذين جربوا الخوض في مجال أدب الطفل، أقول كل هذا جميل، ولكن هل هذه الكتب تمثل جزءاً كبيراً من نتاجهم التأليفي، سنقول جميعاً:لا، ولكن هي مشاركة للكتابة في هذا المجال، إذاً لا يوجد المتخصص بالكتابة للأطفال، و إذا كانت هنالك بعض المحاولات فستكون في إطار ضيق، بحيث إن كتب الأطفال التي تؤلف تبقى محصورة في إطار ضيق، ولا تصل ليد كل طفل، وبعضها بسبب فخامة وترف الإصدار تكون قيمة النسخة أعلى من إمكانية متوسط الدخل، لذا سنقول بكل صراحة لا يوجد كاتب متخصص بأدب الأطفال كتبه موجودة في كل المكتبات. وبكل صراحة الكتابة للأطفال أو الناشئة تحتاج لموهبة خاصة، إضافة إلى القدرة الإبداعية، والآن الأطفال الذين يتعاملون مع الإنترنت والبلاي ستيشن ويشاهدون الفضائيات، ويتابعون أحدث القصص والمغامرات العالمية، يحتاجون إلى كاتب يتعامل مع عقليتهم المتطورة والمتجددة، وهنا تكمن الصعوبة، بالطبع هذه الصعوبة فيها الكثير من المتعة، والتحدي، هل تتوقعون أن المشهد الثقافي في المملكة سيشهد طفرة في مجال أدب الطفل كما هو الحال في الرواية الآن، هل سيكون هنالك ما يغري كل من يبحث عن الشهرة والثروة لكي يحاول أن يكتب قصة للأطفال، نحن نعرف أن هنالك من تطفل على الرواية ليحقق شهرة رجاء الصانع، ولكن هل سيتقبل الناس كاتب أدب الطفل هل سيحقق مكانة جيدة، أعتقد لكي يتحقق ذلك لابد أن يتقبله الأطفال، فبتجربة بسيطة رأيت ردة فعل أطفالي عندما قدمت لهم بعض محاولات الكتابة للطفل في المملكة، للأسف لم تكن جيدة، ولم يكملوا أغلب القصص، لأن الكاتب أو الكاتبة، كان همهم تجربة الكتابة فقط وليس ممارسة الكتابة الفعلية بحيث يبحث عن النسق الإبداعي للوصول للطفل، أتمنى من المؤسسات الثقافية أن تتبنى مسابقات الكتابة للطفل وتضع مكافآت مرتفعة للأفضل، وأن يكون التقييم من قبل شريحة من الأطفال مع بعض المتخصصين،ربما سنجد في المستقبل الكاتب المفضل لدى جميع الأطفال.