امتداداً لسلسلة العنف الأسري وإيذاء الأطفال تنظم قصة الفتاة "رشا" التي انفصل والداها عن بعضهما قبل ولادتها بأيام لتعيش أقسى أنواع الحرمان فقد اختفى والدها وتزوجت أمها آخر وعاشت أجمل فصول عمرها محرومة من حنان الأبوة ورعاية الأمومة فقد تكفلت جدتها لأمها بتربيتها بعد زواج أمها لكن الأمر لم يقتصر على هذا الحرمان بل فوجئت بعد سنين الحرمان الطويلة أن والدها الذي لم تره في حياتها قد زوجها وهي طفلة في سن العاشرة بثمن بخس لرجل مسن قارب عمره (85) سنة. وقد علمت "الرياض" بقصة الفتاة عن طريق اتصال هاتفي من رئيسة جمعية فتاة ثقيف الأستاذة "مستورة الوقداني" وتم التوجه إلى منزل زوج أم الفتاة الذي بدوره ساعدنا في استقصاء الحقائق وسهل لنا التحدث مع "رشا" لنأخذ تفاصيل القضية منها شخصياً. تقول "رشا" ولدت بعد طلاق والدي بعدة أيام وبقيت بحضانة أمي في العام الأول من عمري ونظراً لظروفها الصعبة فقد تزوجت آخر وأودعتني عند جدتي لأمي وبهذا أصبحت محرومة من حنان الأبوة والأمومة وقامت جدتي بتربيتي وتعليمي حتى أنهيت المرحلة المتوسطة وعند تسجيلي بالمرحلة الثانوية وجدوا أن ملفي لا يوجد به إثبات هوية سوى تبليغ الولادة ورفضوا قبولي إلا بعد أن أقوم بإحضار هوية والدي أو أحضر برنت من الأحوال المدنية، توجهت إلى الأحوال المدنية بالطائف كي أتفاجأ بشيء لم يكن في الحسبان حيث أخبروني بأنني زوجة لرجل مسن يتجاوز عمره (80) عاماً منذ عدة سنوات وأنني أنا الزوجة الرابعة له فقلت لهم هذا الكلام غير صحيح وأنه خطأ من الحاسب الآلي بالأحوال المدنية لكنهم بحثوا في الملف ليجدوا أن ذلك المسن أضافني إلى حفيظته بطريقة نظامية وأن الملف به صورة من عقد النكاح الذي به اسم الأب وتوقيعه فأصبت بصدمة نفسية ولم أتمالك نفسي لأنفجر بالبكاء والصراخ في إدارة الأحوال المدنية بكيت كثيراً حتى عطف علي جميع موظفي الأحوال المدنية وأشاروا علي بأن أتوجه للمحكمة الكبرى بالطائف وأقيم دعوى على والدي الذي لا أعرفه وذلك الزوج المجهول وبالفعل تقدمت بشكوى ضدهما لدى أحد القضاة بمحكمة الطائف والذي بدوره طلب مني ان أعلن في الجريدة عن أبي وزوجي لكي نتمكن من الوصول اليهم وبالفعل أعلنت بإحدى الصحف المحلية وبعد الاعلان اتصل شخص يقول انه يعرف الزوج المسن وان الزوج المسن دفع لوالدي مبلغ (30.000) ريال عند عقد النكاح ولن يطلق الا بعد استرجاع المبلغ وبقيت ما يقارب السنة وانا أبحث عن متبرع يعتقني من هذا الزوج الذي لم أره ولم أسمع صوته يوماً ما حتى جاءت مبادرة صاحبة السمو الملكي الأميرة "الجوهرة بنت عبدالعزيز آل سعود" بالتبرع بكامل المبلغ وعندما توجهت للقاضي من أجل إنهاء اجراءات الطلاق او الخلع قال ان المعاملة حفظت حاولت مراراً مع القاضي ان يخلعني او ان يطلب ذلك الزوج للمحاكمة ولكن دون جدوى. وقبل عدة أسابيع تقدمت لمصلحة الضمان الاجتماعي لأجل الحصول على مصروف شهري وبعد البحث قالوا إنني مسجلة بالضمان منذ سنوات ببطاقة زوجي المجهول وانا الآن أخاطب عبر "الرياض" جميع المسؤولين في وزارة العدل ووزارة الداخلية وهيئة حقوق الإنسان إنصافي أولاً من أبي الذي حرمني من حنانه ورؤيته (18) عاماً ولم يكتف بهذا التعذيب النفسي بل باعني بأرخص الأثمان لرجل أكبر من جدي. وأخذ حقي من ذلك الزوج الذي احتال على القانون وحصل على ضمان باسمي وأنا أعاني الأمرين من الفقر وقلة ما في اليد. من جهة أخرى تقول رئيسة جمعية فتاة ثقيف الخيرية ومديرة التعليم الأهلي والأجنبي بالطائف الأستاذة "مستورة الوقداني" أتساءل كيف تم عقد النكاح بهذه الطريقة؟ ألم يكلف المأذون الشرعي نفسه بالتدقيق في تاريخ ميلاد الفتاة الذي كتبه بيده في العقد حيث إن عمر الفتاة في حال عقد النكاح حوالي "10" سنوات حسب كلام الأم؟ وهل سيتحاسب كل من تسبب بهذه المأساة ل "رشا" التي كتب على جبينها انها متزوجة وهي لم تتزوج أصلاً وسيكتب على جبينها مطلقة وثيب وهي لم تر الزوج ولا تعلم عن الزواج شيئاً؟ أم ستمر هذه القضية بسلام وتحفظ بدون حل كما حفظت قضية "رشا" في محكمة الطائف؟ وأضافت أتمنى وقفة جادة وحازمة من المسؤولين في هذا البلد والضرب بيد من حديد لمن يقوم بإيذاء الأطفال سواءً كان ذلك جسدياً او نفسياً وأناشدهم بإيجاد قوانين على أرض الواقع لحماية البنات من انتقام الآباء ووضع ضوابط لمسألة الزواج من حيث السن فهل من العدالة ان تتزوج الفتاة بمن يكبرها ب (70) سنة؟ واذا سمعنا صوت هذه الفتاة وشكواها فكم من فتاة تعاني من هذه المسألة ولا تستطيع الشكوى، كما أناشد القضاة بمحكمة الطائف فتح ملف قضية "رشا" وإنهاءها سواءً بخلع او طلاق طالما ان صاحبة السمو الملكي الأميرة "الجوهرة" جزاها الله خير الجزاء قد تبرعت بدفع كامل المهر فما الفائدة من حفظ المعاملة وتعقيد المسألة؟.