يساور منتجي الأوبك قلق من احتمال انهيار أسعار البترول إلى ما دون 100دولار للبرميل خلال الأسابيع القليلة القادمة نتيجة إلى تقهقر الطلب العالمي على النفط وبروز وفرة في الإنتاج أضفت نوعا من التخمة على أسواق النفط صاحبها توجه المضاربين إلى المتاجرة بالعملات بعد تحسن سعر صرف الدولار وهو ما يهدد مدخولات الدول المنتجة للنفط في ظل استمرار ارتفاع أسعار السلع وأجور العمالة. ويحاول أعضاء الأوبك في اجتماعهم الدوري الذي سيعقد الثلاثاء القادم بمقر المنظمة في فيينا الخروج بحلول مثالية تضمن على الأقل إبقاء أسعار النفط فوق 100دولار للبرميل والذي يعتبره المنتجون سعراً عادلاً يحقق الربحية للمنتجين ولا ينهك المستهلكين الذين يتضجرون من تنامي الأسعار ويدعون بأنها ستؤدي إلى إعاقة نمو الاقتصاد العالمي، وتقول مصادر مطلعة في الأوبك بأن لجنة مراقبة الأسعار والتي تتكون من إيران والكويت ونيجيريا سوف تجتمع يوم بعد غد الاثنين لدراسة التقارير التي أعدتها الأمانة العامة للمنظمة حول مسيرة الأسعار ومستويات العرض والطلب والعوامل التي أثرت وتؤثر في مسار أسعار النفط والانعكاسات المستقبلية المتوقعة على أسواق الطاقة بهدف تجهيز أرضية مناسبة لقرارات وزراء البترول والطاقة في الدول الأعضاء بالمنظمة. وتشير المصادر إلى أنه من المتوقع أن يبقي الوزراء على مستويات الإنتاج على ما هي عليه دون تغيير مع حث الأعضاء على التقيد بالحصص المقررة وصولا إلى امتصاص الفائض الذي تراكم على مدى الأشهر السابقة نتيجة إلى الإنتاج المفرط من بعض أعضاء المنظمة وسط ضغوط من الدول المنتجة بضخ مزيد من النفط لتهدئة الأسعار التي سجلت معدلات فاقت 147دولاراً للبرميل في شهر يوليو الماضي. فيما توقعت بعض مراكز الأبحاث احتمال أن تقدم المنظمة على خفض لإنتاجها قد يصل إلى 1.5مليون برميل يوميا. ويعد إبقاء المنظمة على إنتاجها دون تغيير ربما أفضل الحلول لتشكيل توازن في السوق النفطية التي عادة ما تتهيأ في مثل هذا الوقت لمواجهة الطلب الذي سيتنامى مع قرب حلول موسم الشتاء في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية وزيادة الطلب على الوقود لا سيما وقود التدفئة، ويحاول بعض أعضاء المنظمة خلال الاجتماع القادم الدفع باتجاه تخفيض الإنتاج لمنع تدهور أسعار البترول إلى مستويات قد تنحدر عن 100دولار للبرميل إلا أن غالبية الأعضاء يرون أن ارتفاع الطلب خلال الأشهر القادمة كفيل بامتصاص الفائض وإيجاد التوازن بين العرض والطلب متكئين على عوامل مثل زيادة الطلب من الدول الآسيوية وتأثير عوامل الطقس ونقص المخزونات الأمريكية وتأرجح سعر صرف الدولار والتوترات السياسية والتي عادة ما تدفع الأسعار إلى أعلى. وفي نهاية التداول بأسواق النفط العالمية ليوم أمس الجمعة هبطت أسعار نفط خام ناميكس القياسي إلى 106.40دولارات للبرميل في ظل إقبال المتعاملين على السلع الأولية مع تحسن صحة الدولار وانحسار المخاوف من تبعات إعصار جوستاف الذي هدد المنشآت النفطية الأمريكية خلال الأسبوع الماضي وأدى إلى إغلاق 12مصفاة أمريكية تقع قرب مسار الإعصار في خليج المكسيك، بيد أن تراجع المخزونات الأمريكية سوف يعزز من التوقعات التي تشير إلى احتمال عودة الأسعار إلى التحليق فوق مستوى 120دولاراً في غضون الأسابيع القادمة. واكتسح اللون الاحمر شاشات أسعار المعادن النفيسة والصناعية والأساس حيث خسر الذهب 4دولارات وهبط إلى 799دولاراً للأوقية فيما نزل سعر الفضة إلى 12.80دولار للأوقية.