إن الرؤية بدون عمل مجرد حلم والعمل بدون رؤية مجرد تمضية وقت والرؤية مع العمل يمكن أن تغير العالم نلسون مانديلا الكثير منا تغرقه دوامة الحياة الاجتماعية والعملية يبدأ يوم يليه آخر، يشرق صباح يوم السبت لنستعد مساء الجمعة لسبت جديد، يبدأ العام الدراسي وكما تصفه احدى الصديقات اسبوع بذيل اسبوع آخر وينتهي الفصل الدراسي الأول ثم الثاني لنكتشف ان السنوات تمضي الواحدة تلو الأخرى وأن العمر يتسرب دون ان نشعر به ونستمر بسيرنا المبرمج لا تخطيط نعيش فقط لا وضوح لأهدافنا سوى تلك الأهداف المؤقتة التي تنتهي بإنجازها. البعض منا.. يحلم ويحلم ولا حدود لتلك الأحلام يرسم يبني قلاعا "في الهواء بدون ان يمد لها جسورا" في الأرض... يفكر تسرقه او بالأحرى تسكنه احلام اليقظة عندما تسمع اقواله تثيرك تحفزك تعجب بتلك الأفكار المتدفقة لتكتشف بعد ذلك انها كانت مجرد كلمات وحروف تطايرت بالهواء ويبقى يعيش ضمن قانون الاستمرارية للرؤية المستقبلية بأحلام اكبر حتى تلفه دوامة الحلم والوهم الغائب الذي لن يتحقق الا ضمن دائرة الخيال. البعض الآخر للأسف تجده ملتزما بالعمل.. العمل لديه هو إنجاز لا يرتبط برؤيته الحياتية، ينتقل من عمل الى آخر ومن هدف الى آخر كل هدف ينتهي قد لا يرتبط بالهدف الآخر ولا يرتبط بأهدافه الحقيقة ماذا يريد هو ان يصبح بعد 10سنوات مثلا؟ لا يفكر كل عمل يفتح دربا "جديدا" لا يرتبط بالآخر، العمل لديه هو ما تم انجازه فقط وتمضي الأيام وتتعدد الدروب لا يدري في اي منها يسير وإلى ماذا يريد ان يصل فهو يعيش بطريقة عفوية تمضي حياته وفق الظروف والمصادفات، وليس وفق التفكير المنتظم والأفعال المتسقة فدروبه مبعثرة وجهوده مشتتة لا يعرف ماذا يريد فيبدأ بهدف ثم هدف في اتجاه آخر ولا يصل الى ما يريد فعمله مجرد جهود تحكمها فوضى القرار وعدم وجود رؤية واضحة للعمر القادم ولا حتى لعام واحد قادم. الكثير يتساءل بإلحاح هل يمكننا التخطيط لحياتنا وسط هذا العالم المضطرب؟ هل نمتلك رؤية واضحة لأهدافنا المستقبلية نستطيع من خلالها نسج احلامنا من خلالها ونستلهم منها طموحاتنا؟ بكل ثقة اقول نعم... يمكننا ذلك حين نكون على علاقة قوية بذواتنا، حين نستمد قوتنا من دواخلنا ونكتشف تلك المساحات الغامضة في اعماقنا نسأل انفسنا بقوة ماذا نريد، عندما تكون احلامنا ورؤيتنا هي شيء ينبع من دواخلنا وليس امتدادا للعالم الخارجي الذي نسكنه ويحيط بنا ويشكل سدودا تمنع اكتشافنا لأعماقنا وتجذبنا بقوة الى مدارات ترهقنا وتبدد اعمارنا، فقط اغمض عينيك للحظة، استرخي جل داخل اعماقك، أسأل نفسك ماذا تريد، ودع الأفكار تتوالد، دونها كرر التجربة مرة بعد اخرى، حدد اهدافك البعيدة والتي تشكل رؤيتك لنفسك ماذا تريد ان تكون وثق بالله وتوكل عليه ولا تشتت خطواتك بأكثر من طريق، قرر ان تصل وستصل، ولأن الله عز وجل خلقك نسيجا "لوحدك ولأن أيامك معدودة في رحلة الحياة وان طالت فنصيحتي احب نفسك اولا" وأبدأ برحلتك التي تشكلها رؤية مستقبلية واضحة لا يغشاها ضباب الحياة مهما تكثف ولا تثنيك وعورة الطريق فقط اعزم وتوكل على الله.