في الأزمنة الغابرة نظرت الحقيقة على أنها "شمس شارقة" في كبد السماء لا يمكن إنكارها إلا لجاحد منبوذ يوضع اسمه في سجل (حمقى القوم) لا يعتد برأي كل من كتب المداد حروف اسمه في القائمة وفي زمننا الحاضر "زمن اختلاف المفاهيم" أصبح للحقيقة وجه آخر وقد اقتصرتها على المفرد كي لا أصنف من فئة المتشائمين وإلا في بعض الأحوال يكون لها أكثر من وجه ووجهة وأصبح الناكرون لها أصحاب فكر ورأي يتم تداوله من فئة "الدهماء" والذين يسيرون خلف قاعدة لا أرى، لا أسمع، لا اتكلم فقط لأنها تسير وفق معتقداتهم وأهوائهم ورغباتهم الشخصية ويتعاملون معها كأن عدم الأخذ بها يمثل جريمة لا تغتفر وهذا - ورب البيت - سياسة القطيع وسطوة الراعي. وفي الوسط الرياضي المرتع الخصب لغريب الرأي وفاحش القول وشذوذ الأفكار تنتشر ظاهرة للحقيقة وجه آخر ففي كل (خلاف أو اختلاف) بعضه في الرأي فقط تتضح الأمور وتنكشف ضحالة العقول وسقم المعنى والمبنى ويظهر كل صاحب رأي نقيض مع الآخر على أنه صاحب حق والآخر يتلبسه الخطأ من عقاله إلى شراك نعله والعكس بالعكس صحيح ومرد ذلك أن كل طرف يأخذ بالجزئية الصحيحة التي تقف لصالحه ويجنح في التمسك بمواطن الضعف عند غريمه الذي صوّر كذلك ويسير دهماء القوم مع كل طرف على نفس المنوال وهكذا دواليك تستمر عجلة الخلاف دائرة كثور يسير بالسواني دون أن يجد من يخفف عنه الحمل أو يريحه من عناء المسير الجدلي الذي لا ينتهي وكأن بيننا لا يوجد (فكر حكيم) وللدلالة على ذلك تأملوا مسألة (فسخ العقود) وهي إن بدرت من ناد نهواه وينصب الفسخ من صالح الفرقة سواء مع مدرب أو لاعب أو مستثمر فهو عين الصواب وإن بدر من ناد آخر غريم أو غير غريم فهو هدم للقيم والمبادئ وتلاعب بالساحة وأهلها ثم ولتأكيد عميق فهمه يسعى للارتكاز على نقاط قوة عقد فريقه المفضل - إن كان هناك قوة وإن لم يكن سعى للاختلاق والفبركة - وإظهار مواطن الضعف عند الآخر لغرض في نفس يعقوب مع العلم أن نفس يعقوب في غالب الأحوال كالوعاء الفارغ وإن كان بها شيء فهو من صنف (المخبثات). وحتى في حالة التفنيد تجده غبياً يقود مجموعة من الأغبياء الحمقى وللأمانة وتقديراً للشهر الفضيل ما بين الأسطر حالة عامة وليست موجهة لشخص بعينه ولو أردنا ذكر أسماء لامتلأت المساحة المعطاة بها فقط وللمعلومة أيضاً مسألة (فسخ العقود) قطرة من بحر والحقيقة أن أغلب قضايا الساحة وطرحها يسير في نفس الاتجاه. في العارضة 1- في الاتحاد قضايا ساخنة وخلافات حادة يقودها أشخاص لا تهمهم مصلحة الكيان ويبحثون عن المجد الشخصي ولو على حساب مصلحة العميد وتاريخه. 2- سامي الجابر حتى بعد مغادرته للمستطيلات الخضراء سيظل الشغل الشاغل لأناس يتابعونه في كل حركاته وسكناته ومع ذلك يقولون أنه نجم ورقي. 3- طارق التائب نجم لا يشق له غبار وحالة فنية متفردة يعيبها النرفزة الزائدة وهي المدخل الوحيد عليه في محاولة تطفيشه عن الملاعب السعودية. 4- توقيت استدعاء ثنائي النصر لصفوف المنتخب الوطني يثير الشبهات فإن كانا جديرين بالانضمام فمن المنطق أن يكون في المعسكر الإعدادي وقبل التصفيات الخليجية لفريقهما وليس على حساب هداف الدوري.