في موضوع سابق من هذه الزاوية تحدثنا فيه عن موقع وزارة الشؤون البلدية والقروية، وذكرنا بعد الدراسة وتحليل الموقع وتقييم محتواه، أنه موقع رائع ومتميز، وبه من الخصائص والخدمات الشيء الكثير، وأوصينا باقي المواقع الحكومية أن تحذو حذو ذلك الموقع. والجميل في الموضوع وقتئذ هو تفاعل القراء مع الموضوع، وكثير منهم أثنى على الموقع وأبدوا إعجابهم بتصميمه وخدماته، ومن تلك التعليقات أن أحدهم قال: (إن الموقع كأنه يتبع لإحدى الشركات الأجنبية الكبرى؛ وليس إلى وزارة أو جهة حكومية سعودية)، وذلك لعلمه وعلم القراء الكرام أن الشركات الكبرى في الدول المتقدمة في مجال الاقتصاد وتقنية المعلومات تهتم بهذا الجانب وتوليه أكبر اهتمام، وأكبر رعاية وإنفاق وميزانية. وفي الجانب الآخر نجد عدم اكتراث بعض مسؤولي الجهات الحكومية في كثير من الدول، وذلك عائد إلى أسباب عديدة؛ ومنها انتفاء المردود المادي المتوقع، وضعف الكادر الفني المخول بمسك زمام الأمور في تلك المواقع وتلك الجهات. وفي تعليق آخر لأحدهم فيما معناه: (لقد فقدت الأمل في وجود حكومة إلكترونية في المملكة، ولكن بعد ذلك الموقع بدأ الأمل يعود)، وأقول له ولجميع القراء الكرام، ولجميع المهتمين بهذا الشأن؛ إن مفهوم الحكومة الإلكترونية سوف يطبق بإذن الله تعالى، قد تأخذ قليلا من الوقت، ولكن سيتحقق بعون الله ثم بفضل ما وفرته حكومة المملكة من عظيم اهتمام بهذا الجانب، وما تبقى إلا اجتهاد المسؤولين والفنيين والمهندسين ومصممي المواقع لإثبات ذاتهم ومسباقة الركب قبل أن يكونوا في ذيل القائمة أو ممن يصل متأخرا في هذا السباق المحموم. في هذا العدد سوف نتعرف على نجم آخر، وشمس ساطعة في فلك المواقع الحكومية الإلكترونية؛ حيث نقدم لكم اليوم النموذج الثاني للوجوه المشرقة في سماء التعاملات الإلكترونية؛ والذي يجب علينا أن نقف له ولمسؤوليه ومصمميه وقفة إجلال واحترام وتقدير لجهودهم الجبارة وخدماتهم الجليلة، وموقعهم الإلكتروني الرائع؛ فقد ضربوا أعظم الأمثلة في أنه لا حدود أمام الطاقات الواعدة، أو حواجز أمام الإبداع المتميز، بالرغم من كل العقبات، وضعف الإمكانيات، ووجود كثير من التحديات. فنحن اليوم أمام موقع قد صمم بثلاث لغات رئيسية؛ هي العربية والإنجليزية، والفرنسية، وتلك الترجمة ليست شكلية، أو ناقصة أو مقصورة على الصفحة الرئيسية فقط، مثل كثير من المواقع التجارية، والتي يهمها هذا الشأن، ولكنها ترجمة مكتملة تشمل جميع محتويات الموقع. كما أن الموقع به العديد من الخدمات التفاعلية الإلكترونية، والتي تخفف على العملاء من المواطنين والمقيمين عناء المراجعة والتعقيب، وقد تم توفيرها بطريقة سهلة وميسرة للجميع. وبما أن الكمال المطلق مستحيل، إلا أن هذا الموقع يقترب من الكمال بأكبر قدر ممكن، ولا يعني ذلك عدم وجود ملاحظات أو قصور؛ فهي موجودة، ولكن بصورة طفيفة؛ والتي أرجو من المسؤولين عن هذا الموقع وأصحاب القرار فيه، أن يصغوا لها أسماعهم فإنهم سيجدونها بين ثنايا هذا التقرير. موقعنا لهذا اليوم هو موقع وزارة المياه والكهرباء، ويقع تحت العنوان التالي: www.mowe.gov.sa ؛ فإلى مجريات التقييم وتحليل ما به من محتوى. النظرة العامة: يعتبر الموقع متناسقاً ومنظم الصفحات ومرتب المحتوى، وألوانه هي نفس ألوان شعار الوزارة، ولكن بدرجة وضوح وتباين عاليتين في بعض الصفحات الداخلية، لدرجة أنه تتسبب في إرهاق الناظر إليها والمتمعن في تلك الصفحات. الموقع يعتبر بطيء التحميل نسبيا، وخاصة في صفحته الرئيسية؛ حيث إنها تحتوي على عدة ملفات فلاشية، مما تسبب في بطئه. الجميل في الموقع أنه يقدم كل محتوياته بثلاث لغات رئيسية فبالإضافة للغة العربية هناك اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية، وهذا الأمر نادر بين المواقع الحكومية. كما أن الموقع يمتاز عن غيره بعدم وجود لملفات للتنزيل، فكل الخدمات الموجودة به باختلاف أنواعها موجودة على شكل محتوى ولا حاجة للتنزيل أي ملفات. تحديث المحتوى: تعتبر المعلومات الموجودة في الموقع حديثة نوعا ما، من ناحية المناقصات حيث إنها تحتوي على مناقصات سارية المفعول، ولكن قسم الأخبار غير محدث. كما يعتبر الموقع حديث من ناحية التصميم والبرمجة؛ حيث أنه مصمم بلغة ASPX وهي اللغة الجديدة والمطور عن اللغة السابقة ASP والتي تختص بتصميم المواقع الإلكترونية. جميع الروابط في الموقع تعمل بشكل سليم، ما عدا رابط (متابعة طلب التوظيف) الموجود في صفحة الخدمات الإلكترونية. وكذلك الروابط الموصى بها تعمل ولا غبار عليها، وتفتح لك المواقع التابعة للوزارة؛ وهي شركة الكهرباء، والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، وهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، وجميعها تفتح في صفحات مستقلة؛ وهذه ميزة ممتازة وطريقة ذكية من مصممي المواقع ليبقى الزائر في الموقع الرئيسي ولا ينصرف عنه لانشغاله بالموقع الجديد الذي فتحه. جودة المحتوى: لقد تم تعريف الجهة المسؤولة عن الموقع؛ وذلك بإعطاء نبذة مختصرة عن نشأة الوزارة، وتاريخ انتاج الكهرباء، وتوفير المياه في المملكة، كما تم تضمين تلك الجزئية كلمة لمعالي الوزير، وكذلك للهيكل التنظيمي للوزارة. كما أنه تم وضع جميع وسائل الاتصال الممكنة، مع تقسيم رائع لتلك الوسائل؛ فهناك نموذج لمراسلة الوزير، مع ذكر رقم الفاكس المباشر الخاص بمكتبه، وهناك نموذج لتلقي أراء زوار الموقع واقتراحاتهم، وهناك تم ذكر رقم الطوارئ، وكذلك تحديد الموقع الجغرافي للوزارة، وكذلك وجود نموذج خاص للمراسلة الفورية لمسؤولي الموقع، بالإضافة لوجود أرقام الهواتف والفاكسات الخاصة بالوزارة. أما بالنسبة لتنظيم الصفحات وما بها من محتويات؛ فيعتبر أن قد تم ترتيبه وتنظيم محتوياته بشكل احترافي، مع ملاحظة أن إقونة (التوظيف والتدريب) تحتوي فقط على معلومات عن التدريب، ولم يتطرق للتوظيف بشيء، مع العلم أنه توجد خدمة في قسم الخدمات الإلكترونية هي خدمة (متابعة طلب التوظيف)، والتي هي أيضا لا تعمل كما ذكرنا سابقا. تعتبر المعلومات الموجودة في الموقع كافية لحاجة المتصفح والزائر في أغلب الموضوعات، ولكن محتوى (المناقصات) ناقص؛ فهو يعرض العناوين الرئيسية وتاريخ التقديم وتاريخ انتهائه، بدون ذكر للتفاصيل والتي بالتأكيد يحتاجها المقاولون ومن في حكمهم. يوجد في الموقع خطأ إملائي واحد، ولكن نظرا لوجوده في عنوان الصفحة زاد من قيمته ومن فداحته؛ وهو كتابة كلمة (المياه) بالتاء المربوطة بدلا من الهاء، وهو بالتأكيد بسيط، ولكن وجوده كعنوان جعله واضحا وجليا. وكذلك وفي آخر الصفحة ذاتها توجد عبارة (نأمل إطلاعكم والإحاطة)؛ ومثل تلك العبارة والتي توجه للمسؤولين في المراسلات الرسمية، لا توضع للزائرين ومتصفحي الموقع. ويمكن تلخيص أهم الملاحظات عن الموقع فيما يلي: - الموقع متناسق ومنظم وحيوي وديناميكي في كل صفحاته غالبا، ، ولكن يعاب عليه فتح الصفحة الرئيسية لوجود ملفات فلاشية تعيق ذلك. - الصفحة الرئيسية بطيئة التحميل لوجود ملفات فلاشية عديدة بها. - قسم الأخبار في الموقع غير محدث، والمناقصات تحتاج إلى تفاصيل أكثر. - يوجد بالموقع خطأ إملائي واحد، ولكن موقعه في أعلى الصفحة بل العنوان الرئيسي لها ضاعف من حجمه وقيمته. - في نفس صفحة (البحوث والدراسات) وما يتعلق بالمياه؛ توجد عبارة (نأمل إطلاعكم والإحاطة)؛ حيث لا يليق وجوده هناك، فهذه العبارة تكتب في الخطابات الرسمية للمسؤولين دون غيرهم. - صفحة (التوظيف والتدريب)؛ لا يوجد بها أي محتوى خاص بالتوظيف. - رابط (متابعة طلب التوظيف) في صفحة الخدمات الإلكترونية لا يعمل. - لا يوجد في للموقع خريطة خاصة بالمحتوى والتي تعرف ب Website map.