اختتمت أول امس الاثنين بمدينة اصيلة شمال المغرب فعاليات الندوة الدولية حول موضوع "الاعلام في افق القرن الواحد والعشرين" التي نظمتها على مدى ثلاثة ايام مؤسسة منتدى اصيلة في اطار فعاليات مهرجانها الثقافي الدولي الثلاثين بالتعاون مع صحيفة الشرق الاوسط التي تحتفل بالذكرى الثلاثين لصدورها. وأكد المشاركون في ختام الندوة على الدور الهام لوسائل الإعلام في ترسيخ ثقافة الحوار، معتبرين أن عالم اليوم يعاني أزمة ثقافة حوار حقيقية، وأن الإعلام يظل الأوفر حظا في انعاش وتنمية الحوار بين اتباع الحضارات بسبب امتلاكه لامتياز السرعة والفعالية، دون إهمال باقي العناصر السياسية والاقتصادية والثقافية . وشدد المشاركون في الندوة على أن الحوار يعد الأسلوب الأمثل لإقامة الدعامات الأساسية للتفاهم بين البشر وضمان السلم والأمن والاستقرار للدول مبرزين أنه لتدعيم بناء جسور ثقافة الحوار، يتعين التركيز على التعليم والتربية، والتخلص من الأحكام المسبقة التي يحملها البعض عن الآخر، وكذا إشاعة وحماية مناخ التعددية والحرية. واعتبر المشاركون من جانب آخر أن استقلال التمويل الإعلامي أضحى مطلبا لا غنى عنه لحماية وسائل الإعلام وتطورها وتوسيع حريتها المسؤولة، مشيرين إلى أن هذا الاستقلال يواجه تحديات كثيرة أهمها تأثير العامل الإعلاني ودوره المتنامي في نجاح أو ضعف وسائل الإعلام ، مؤكدين أن الصناعة الإعلامية الحديثة، تحتاج دائما إلى استقطاب استثمارات مالية كبيرة تعينها على تحقيق أهدافها وغاياتها. ولفت المفكرون والاعلاميون المشاركون في الندوة إلى أن فتح الأبواب مشرعة أمام الاستثمارات المختلفة للدخول إلى الشركات الإعلامية قد ينطوي على خطورة كبيرة من أهمها وصول رؤوس أموال ذات أجندات وبرامج غير مسؤولة. واعتبر المشاركون أن المؤسسات الصحافية والإعلامية في أمس الحاجة إلى تأمين حلول قانونية، تساعد على استمرار تدفق الدعم المالي اللازم لنجاح العمل الإعلامي من جهة، وتحمي استقلالية النهج الإعلامي المسؤول وتحافظ على مكتسبات الحيادية والنزاهة المهنية التي تعد ركيزة النجاح الأساسية لأية مؤسسة إعلامية. وأضافوا أن توفير بيئة تحريرية مستقلة مهنيا عن الإدارة التنفيذية العليا ووضع ميثاق أخلاقي يضبط العلاقة بينهما، وإضفاء شفافية ووضوح على مصادر التمويل، إنما هو المدخل الأساسي نحو حرية صحافية مسؤولة واستقلالية إعلامية حقيقية. وكانت هذه الندوة قد افتتحت يوم السبت الماضي برعاية صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس ادارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق ناشرة صحيفة الشرق الاوسط وحضور نخبة من الاعلاميين والمفكرين العرب والاجانب. وقد بحثت الندوة محاور تتعلق ب (دور الصحافة العربية خارج الوطن العربي في تجسير هوة المعرفة فيما بين الدول الشرق الأوسط نموذجا) و(مصير الصحافة الورقية أمام الإعلام الإلكتروني) و(الهوة الرقمية القائمة بين الشمال والجنوب).