أثارت أنباء نسبة الزيادة العالية في رواتب الصيادلة حفيظة زملائهم الأخصائيين من خريجي كليات العلوم الطبية التطبيقية في الجامعات السعودية والذين تساووا مع هؤلاء الصيادلة في الدراسة التخصصية وفي مدة الدراسة - أيضا- حيث أمضى الصيادلة والأخصائيون - معا -تسعة فصول على مقاعد الدراسة. الأخبار الأخيرة التي تحدثت عن زيادة كبيرة في سلم رواتب شاغلي الوظائف الصحية اعتبرها بعض الأخصائيين صدمة موجعة لهم؛ لأنها نكأت جرحا قديما، فهؤلاء الأخصائيون لم يشعروا منذ بداية تعيينهم بالإنصاف والتقدير اللذين كانوا يحلمون بهما؛ إذ تمت مساواتهم،في السابق، مع خريجي كليات علم النفس والاجتماع والزراعة وغيرها، على الرغم من الفروق بينهم وبين خريجي كليات العلوم الطبية في التخصص وفي طول مدة الدراسة، وجاء خبر الزيادة الأخير الذي ساوى بينهم وبين الفنيين من حملة الدبلوم؛ فكان القشة التي قصمت ظهر البعير حيث خرجوا من صمتهم الطويل، وباحوا بمعاناتهم. المساواة مع الفنيين وفي البداية تحدث ل "الرياض" الأخصائي جزام بن الخلفي رئيس قسم الأشعة بمستشفى الأمير عبد العزيز بن مساعد في عرعر فقال: أستغرب ما سمعت وأتمنى ألا يكون صحيحا ولا نهائيا؛ لأننا عانينا منذ بداية تعيينا من عدم إعطائنا حقنا كمتخصصين مثلنا مثل الصيادلة تماما؛ فقد درسنا كما درسوا خمس سنوات ونصف، وتخرجنا متخصصين من كلية العلوم الطبية التطبيقية، ومع هذا فرواتبنا أقل، وهذه المرة جاءت أخبار الزيادة فآلمتنا إذ تمت مساواتنا مع الفنيين وهم أقل منا تخصصا ومدة دراسية، وجاء الفرق بيننا وبين الصيادلة شاسعا، فلماذا لا نساوى معهم، خاصة وأننا نفوقهم في بذل المجهود لأننا نعمل على أكثر من جهاز دقيق، وفي أكثر من مكان فضلا عن الجهد البدني المضني الذي نبذله. ويضيف: نناشد المسؤولين أن ينظروا إلى وضعنا بتأن، فنحن نشعر أننا لم نعط حقنا الذي يناسب مجهودنا ودراستنا، فلماذا أصبح الأخصائي مرتبة أقل؟ ومن الذي وضع هذا التصنيف فلم يراع الفروق والجهد والتخصص؟!!. أخصائيون غير أطباء ويعلق الأخصائي خالد بن هايل السويلمي رئيس قسم العلاج الطبيعي بمستشفى الأمير عبد العزيز بن مساعد على تسمية وزارة الصحة لهم بالأخصائيين غير الأطباء حيث يرى أن هذا اللقب لم يضف لهم شيئا ذا قيمة، إذ حرموا حتى من مساواة زملائهم الصيادلة، ويضيف: كيف لا نساوى مع من تساوينا معهم في الدراسة التخصصية وفي المدة، وفوق هذا فبيئة عمل الأخصائيين أكثر عرضة للعدوى حيث الاحتكاك المباشر مع المريض عكس الصيدلي، مع فائق تقديرنا لزملائنا الصيادلة وجهودهم الطيبة، ويواصل السويلمي: الخوف كل الخوف أن يعزف الطلاب، بعد الآن، عن التخصصات الأخرى، ثم يتجهون نحو الراتب الأعلى والعمل المريح حيث صرف الدواء عبر شباك زجاجي!! ضعف رواتبنا ويتحدث الأخصائي غالي بن برقع الدهمشي عن هذه المشكلة فيقول: طيلة الفترة الماضية كنا نعلم أن زملاء لنا -في نفس التخصص- يعملون في بعض المستشفيات ويستلمون ضعف رواتبنا، ومع هذا فضلنا الصمت، ولكن هذه المرة كان الخبر أكبر من مفاجأة،فلو كانت الزيادة،فعلا، بهذه النسبة الفارقة الكبيرة فهذا شيء لا يمكن لنا تخيله!! كيف تكون نسبة زيادة الصيادلة 45% ونحن 20% مع أننا درسنا 9فصول كما درسوا وتخصصنا كما تخصصوا، ومن هنا فإننا نطالب بمساواتنا بزملائنا الصيادلة أو تمييزنا عن الفنيين بنسبة تناسبنا كأقل تقدير!! خمس سنوات ونصف أما الأخصائي عامر بن مرعي العنزي مدير مستشفى النقاهة والتأهيل الطبي في عرعر فيقول:أنا أحمل بكالوريوس في التغذية العلاجية من جامعة الملك سعود- كلية العلوم الطبية التطبيقية - ومدة الدراسة خمسة سنوات ونصف وليس من العدل مساواتنا مع الفنيين بالزيادة بل نطالب بمساواتنا بالصيادلة أو تمييزنا عن الفنيين من حملة الدبلوم، ويضيف: كنا نعاني في السابق من مساواتنا في التصنيف وفي سلم الرواتب مع خريجي كليات الزراعة وكليات علم النفس وغيرها مع أن هناك فروقا كبيرة في الدراسة تخصصا وزمنا، والآن ساوونا مع حملة الدبلوم، ونحن بحاجة إلى أن يراجع المسؤولون والمختصون الذين صنفوا سلم الزيادة الجديد وضعنا من جديد!! ويقول الأخصائي سلطان بن دغام: أنا أخصائي أشعة غير طبيب فأطالب المسؤولين النظر في وضعنا، فلماذا لا تتم مساواتنا بالصيادلة علما بأننا ندرس 5سنوات ونصف والصيادلة يدرسون كذلك؟ ولماذا تتم مساواتنا بالفنيين؟ تعديل الرواتب وناشد الأخصائيون فايز الرويلي ومانع الشمري ومحمد الرشيدي وسلمان الصقري ومطلق المطيري وعلي الزهراني وعزيز الشراري المسؤولين بالنظر في وضعهم وتعديل سلم رواتبهم إسوة بزملائهم الصيادلة، ومن جهة أخرى فقد اتصل ب "الرياض"عدد من الأخصائيين في المدينةالمنورةوعرعر والجوف والقريات وحائل يأملون عرض مشكلتهم ومراعاة مدة دراستهم التي لم تقل عن مدة دراسة أطباء الأسنان والصيادلة ومع هذا فهم أقل من رواتبهم مع أن الجهد الذي يبذلونه -على حد قولهم- أكثر من جهد الصيادلة فضلا عن تعرضهم للعدوى والمخاطر أكثر من غيرهم، وهذا ما يوجب مساواتهم معهم على أقل تقدير. دراسة سلم الرواتب من جهة أخرى تحدث ل "الرياض" مصدر مسؤول في وزارة الصحة - فضل عدم ذكر اسمه - قائلا: تلقينا خطابا من المقام السامي لإعداد دراسة ووضع سلم رواتب جديد، وتمت دراسته من قبل لجنة موحدة تألفت من وزارة الخدمة المدنية، ووزارة المالية ووزارة الصحة ممثلة بمجلس الخدمات الطبية (القطاعات العسكرية والصحية والجامعات ومستشفى الملك فيصل التخصصي) وبعد الانتهاء من الدراسة تم رفعها،أما البت النهائي بشأنها، وهل يوافق عليها أم لا يوافق عليها؛ فهذا راجع لولي الأمر؟ ويضيف: بالنسبة لمن تكلموا عن الزيادة وحددوا نسبها فكلامهم غير دقيق،وإنما هو اجتهادات لا علاقة لنا بها، نحن أنفسنا لا نعرف شيئا إلى الآن. وعن الإخصائيين تحديدا وتظلمهم من عدم المساواة، قال: عندما تصدر الزيادة سيكون فيها عدل ومساواة ومراعاة لكل الجوانب، ولكن أشير إلى أمر مهم علينا أن ننتبه إليه فالزيادة عندما تكون نسبتها موحدة - وهذا طبيعي- سيترتب عليها فروق واضحة بين الرواتب بحكم وضعها قبل الزيادة،وهذه فروق مستحقة منذ البداية،ومؤكد أنها سترتفع في حال الزيادة الموحدة تمشيا مع حالها قبلها، فسيظل الطبيب طبيبا والإخصائي إخصائيا والفني فنيا، وأكد هذا المصدر أن الزيادة التي أشيعت مبالغ فيها،وأن هناك سوء فهم جعل بعض الأخصائيين يثيرون هذه القضية، وأضاف: فضلنا عدم التعليق على ما أشيع؛ لأن الموضوع لا يزال بين يدي ولاة الأمر، وليس نحن من نقرر، أما نسب الزيادة العالية التي ذكرت فقد بولغ فيها كثيرا، لأن هناك أمورا اختلطت على من تحدثوا عن هذه النسب، وهذا مصدر توهمهم.