إني أضم صوتي للجميع حيث إنني معين لدى الوزارة على الكادر الصحي والذي أجده ظالماً جدا لكافة الفئات الأخرى لغير الأطباء من الصيادلة حتى مساعدي التمريض.. فالمطلع على الكادر يجد انه قسم على عدد من الفئات تبدأ من مساعد صحي وتنتهي بالطبيب الاستشاري وكل فئة تقسم إلي سبعة مستويات وكل مستوى يشمل أربع درجات.. وبنظرة بسيطة وحساب بسيط نجد أن الخريجين يتم تعيينهم على أول مربوط من أول مستوى على الفئة التي يستحقها كالصيادلة او الطبيب المقيم أو الأخصائيين من غير الأطباء (الأشعة - التغذية - العلاج الطبيعي - النفساني - الاجتماعي.....) وهكذا مع فئة الفنيين أو مساعدي التمريض. ومعلوم أن سن القبول للدراسة يبدأ من سن السابعة للمرحلة الابتدائية ومدتها 6سنوات والمتوسطة 3سنوات والثانوية 3سنوات والجامعية 4أو 5سنوات وبالتالي يتخرج الطالب من الجامعة بعمر 23سنة أو 24سنة وبإضافة 27سنة هي مجموع درجات الفئة التي يعين عليها... يكون عمره حين يصل لنهاية سلم الفئة هو 50أو 51سنة مما يعني انه سوف يقضي من 9إلى 10سنوات من عمره حتى يصل إلى التقاعد بدون أي زيادة في راتبه. هذا أول الظلم من الأساس. كذلك عند مقارنة الفئات جميعها بفئة الصيادلة والأخصائيين من غير الأطباء نجد أن الطبيب أو الفني عند حصوله على درجة علمية مثل الماجستير أو الدكتوراه أو الزمالة للأطباء فانه يرقى من فئة إلي أخري وهذا ما لا يحصل عليه الصيادلة والأخصائيون من غير الأطباء.. لتوضيح ذلك أكثر نأخذ مثالين احدهم للأطباء والآخر للفنيين : عند حصول الطبيب على درجة الماجستير تعدل فئته من طبيب مقيم إلى طبيب أخصائي وإذا حصل على الدكتوراه أو الزمالة يعين على فئة استشاري.. وبالتالي يتدرج من فئة إلى أخرى بحصوله على مؤهل علمي يتناسب مع متطلبات الفئة وهنا الطبيب المجتهد قد يتحاشى توقف راتبه بعد مضي 27سنة خدمة لتعيينه بدرجة تساوي أو أعلى براتبها من الدرجة التي هو عليها قبل الترقية أو التعيين على الفئة التالية لفئته ومن يتطلع على السلم الوظيفي يسهل له فهم ما اقصد من الموضوع. وما اقصد في المثل الثاني مع الفنيين فمعروف أن الفنيين يتخرجون من المعاهد أو الكليات الصحية ومؤهلهم العلمي أقل من درجة البكالوريوس فمع حصولهم على درجة البكالوريوس لمن يكون محظوظاً في إكمال دراسته يرقى أو يعين على فئة الأخصائيين من غير الأطباء أو على فئة الصيادلة حسب كل تخصص. أما المغلوب على أمرهم من الصيادلة والأخصائيين من غير الأطباء فليس لديهم أي فرصة للرقي فيستمرون بنفس فئاتهم طال الزمان أو قصر حصل على مؤهلات أعلى أم لم يحصل فاللائحة الصحية تنص على أن الصيادلة والأخصائيين من غير الأطباء عند حصولهم على درجة الماجستير يمنح درجتين إضافيتين فقط وإذا حصل على الدكتوراه يمنح ثلاث درجات في نفس الفئة وبحساب بسيط لمن يحالفه الحظ ويكمل دراسته وهو على رأس العمل حسب النظام وبأحسن الظروف (نعيد الحسبة) نقول إن الطالب يتخرج من الجامعة بعمر 23سنة ويعين فورا وبعد سنتين يبعث لدراسة الماجستير والدكتوراه (محظوظ جدا ابتعث لبريطانيا) يحصل على الماجستير في سنة والدكتوراه في 3سنوات ولغة سنة فيتخرج حاصلاً على درجة الدكتوراه ويكون عمره 30سنة ويكون وصل بفئته على المستوى الثاني الدرجة الثالثة ويمنح درجتين إضافيتين للماجستير وكذلك 3درجات للدكتوراه وبالتالي يصل إلى المستوى الثالث الدرجة الرابعة.. العمر يكون 30ويبقى له أربعة مستويات كل مستوى بأربع درجات يعني يصل عمره 46سنة ويكون في آخر سلم الفئة ويبقى على تقاعده 14سنة بدون زيادة. أخي الكريم من الأساس (ومع كل الايجابيات لهذا السلم الوظيفي بمقارنة بالسلم الوظيفي العام)إلا انه ظالم فأي دراسة هذه التي قامت على هذا الكادر ومن هم المنظرين له وكيف كانت حساباته فهل من المنطق أن أقوم بدراسة للحياة الوظيفية بدون احتساب عمر التقاعد مع العلاوات السنوية للموظف. مما لا شك فيه أن فئتي الصيادلة والأخصائيين من غير الأطباء فئة مظلومة من الأساس والكثير مما يصل لنهاية السلم الوظيفي تجده تسرب للعمل في القطاع الخاص ومنهم من يطلب التقاعد المبكر لعدم كفاية دخله وعدم وجود محفزات لاستمراره في العمل. والآن تمت زيادة رواتب المتعاقدين ونحن مازلنا تحت المداولة والخطط المدروسة والتي تمخضت بخروج سلم وظيفي ظالم من الأساس. هناك الكثير من الزملاء المقربين طلبوا التقاعد المبكر أو قدموا استقالاتهم وأصبحوا يعملون في الإمارات برواتب لا يحلمون بها مع تأمين السكن والمواصلات وتذاكر سنوية لهم والذي ما زال متمسكاً بعمله تجده أصبحت له عيادات محددة ومجدولة في دول الخليج قام بجدولتها للعمل بها. @اخصائي مختبرات طبية