بدأ تنفيذ مشروع الصرف الصحي حي بوسحبل في مدينة المبرز بالأحساء، وذلك بعد انتظار من سكان الحي دام أكثر من 25عاماً، عانى خلالها 30ألف مواطن يقطنون هذا الحي الأمرين من المستنقعات الموبوءة والمياه الآسنة ومعها الحشرات الطائرة والزاحفة والبعوض ومعها الأمراض المختلفة. حيث لم تنفذ الشركة في عام كامل سوى مسافة 800متر فقط. ووصف سكان الحي ما حدث ويحدث حتى الآن بالاستهتار واللامبالاة في التنفيذ، كما أنه يعكس غياباً مطلقاً للمتابعة والإشراف والمحاسبة الحقيقية من قبل مسئولي فرع وزارة المياه في الاحساء! وأبدى المواطنون استغرابهم من ردة فعل وزارة المياه تجاه سلوك هذه المؤسسة "أللامبالي" وقيام الوزارة بتجديد عقدها معها رغم التأخير الكبير والعشوائية في العمل. حيث تسربت مياه المجاري إلى قواعد وأساسات تلك المنازل، حتى باتت تلك المنازل كالسن المصاب بالتسوس دون أن يشعر صاحبه بشيء حتى يشعر بالألم. الكثير من الأطفال والنساء والرجال أصيبوا بالأمراض المختلفة جراء انتشار أنواع غريبة من الحشرات التي تصيب العين والجلد وغيرها بسبب وجود بحيرات المجاري بجوار المنازل! سكان الحي أكدوا أن معاناتهم من طفح المجاري في الطرقات والشوارع باتت محدودة، بعد الجهود التي وصفوها بالاستثنائية والكبيرة التي بذلتها بلدية الاحساء، ومساندة جهود بعض أعضاء المجلس البلدي. "الرياض" زارت الحي ورصدت عمليات الحفر والمسافة التي أنجزت، والتقت مع بعض مشرفي الشركة، وتبين صحة كل ما تم ذكره، فقد رصدت عدسة "الرياض" تهالك آليات الحفر، وقلة العمالة، وعشوائية العمل مع بطئه القاتل، مما يعكس بكل وضوح غياباً شبه كلي للرقابة من قبل مسئولي وزارة المياه، الأمر الذي وصل معه معظم سكان الحي إلى الشعور بحالة من اليأس، موجهين نداءاتهم المتكررة إلى وزير المياه ضرورة التدخل الشخصي من قبل معاليه لوضع حل ناجع وسريع! أين المسؤولين؟ المواطن صالح سالم وبمجرد أن التقيناه، قال: أين المسئولين عن هذه الفوضى، وهذا التسيب والاستهتار وكرر محمد الزين ذات الأسئلة موجهاً لومه إلى وزارة المياه في المنطقة الشرقية، وكيف ترضى بمثل هكذا وضع، ودعا مدير فرع المياه في المنطقة الشرقية إلى زيارة الحي شخصياً ليرى بنفسه كيف أن سير هذه المؤسسة لا يرضي أي مواطن أو مسئول غيور على مصلحة بلده. الروائح وطفح المجاري ويشكي ناصر الجمعان من انتشار الروائح وطفح المجاري الذي وصفه بمظهر يثير الاشمئزاز والتخلف، ورأى مجموعة من سكان الحي أن الطفرة الاقتصادية والتنموية التي تعيشها المملكة، والتي بدت واضحة في مظاهر التنمية المختلفة في جميع مناطق ومحافظات المملكة، كل ذلك لم ينعكس عليهم ولم يروا أي أثر منها مطلقاً في حيهم، وأضافوا أنهم لا يزالون يعيشون حياة وصفوها ب "التعيسة"، فطرق متهالكة، ومليئة بالمطبات، ومظلمة حيث لا إنارة في معظمها، فبقاء كثير من شوارع الحي بلا سفلتة أو إنارة ولا أرصفة أمر وصفوه بغير المقبول في ظل دعم الدولة رعاها الله للمشاريع البلدية المختلفة. المواطن سلطان المتعب دعا إلى الالتفات إلى حي بوسحبل والعمل على تطويره، وأضاف أن الحي وبعد مرور 27عاماً تقريباً على بدء الإنشاء فيه لا يزال يعيش حالة من الاهمال، وهذا الإهمال أرجعه المتعب بالدرجة الأولى إلى وزارة المياه.