الاعتذار والاعتراف بالخطأ سلوك محمود يدل على الشجاعة والإنسانية والحس المرهف وللأسف يقل من يمارسه، والغالب أن معظمنا يحاول تجاهل مشاعر الألم التي قد يسببها للآخرين أو يقف موقفاً دفاعياً فيما سببه من ألم للطرف الآخر على طريقة أنا لست من فعل ذلك، أو حتى الإسقاط على الآخرين، ويبدو أن سلوك الاعتذار موضوع ثقافي، فبينما تشجع بعض الثقافات هذا السلوك وتربيه في أطفالها نجد أن ثقافات اخرى تقلل من قيمته. من ناحية أخرى مجرد اعتراف الفرد بأنه أخطأ فيه اعتراف ضمني بأنني لست كاملاً .. كنت أستمع لبروفيسور يفلسف الاعتذار بطريقة جميلة، حيث قال إن الاعتذار له ثلاثة أجزاء أولاً أن تقول أنا آسف الجزء الثاني أعرف أنني سببت لك ألماً وإزعاجاً والجزء المهم هو الجزء الثالث، ما الذي يمكنني عمله لأجعل الأمور أحسن، والحقيقة قد أضيف جزءاً رابعاً وهو أعدك أن لا يتكرر هذا السلوك في المستقبل، فالبعض يخطئ ويخطئ ويكرر نفس السلوك عشرات المرات معتقداً أن الاعتذار يكفي ويمحو هفواته وزلاته عند الآخر، وهذا في الغالب سلوك طفولي، والبعض الآخر قد يجد صعوبة في الاعتذار، لذلك كأنهم عندما يرفضون أن يعتذروا يحاولون أن يقنعوا أنفسهم بأنهم ليسوا سيئين! مع أن الأقوياء والواثقين هم فقط من يعتذرون ويتحملون مسؤولية الألم الذي سببوه للآخرين دون أن يتنصلوا من ذلك. وللاعتذار قوانينه وشروطه التي قد تجعله ينجح أو يفشل: يقول ابن المقفع: لا تعتذر إلا لمن يحب أن يجد لك عذراً أذل الناس معتذرٌ إلى لئيم @ وقفة: ليس اعتذاراً على الإطلاق اعتذارٌ يحمل أثراً من اللوم والحقد وأعظم شروط الاعتذار حسن توقيته للطرفين المعنيين. (اسكواير)