سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رويدا.. الفتاة الشجاعة التي قررت أن تقود السيارة لإنقاذ عائلتها: أشعر بالفخر لأني قمت بعمل بطولي حافظت خلاله على حجابي وعائلتي والدها علمها وشقيقاتها القيادة.. وفي الطريق للمستشفى لم يعترضها أحد ..
لم يكن من السهل أن تقرر رويدا تجاوز النظام المروري والاجتماعي الذي يحظر قيادة المرأة. يقول والدها "أنا فخور برويدا وبشجاعتها في التصرف عندما وقعت الضرورة التي تبيح المحظور". رويدا التي تواجدت منذ بداية الشرر خارج المنزل مع أمها وشقيقاتها بناءً على أمر والدها الذي عاد إلى الداخل لينقذ أبناءه (محمد و حسن) لكنه لم يستطع الخروج هو وأبناؤه من داخل المنزل لأن ألسنة اللهب حاصرتهم وأجبرتهم على العدو فوق النار الذي طال أرضية المنزل ليخرج الأب وأبناؤه بحروق من الدرجة الثانية". وكان حريقاً اندلع في منزل عائلة رويدا الخميس الماضي نتيجة ماس كهربائي أدى إلى إصابة والد الفتاة وأشقائها مما منعهم من قيادة السيارة وهو ما دفع الفتاة الشجاعة إلى أن تقرر قيادة السيارة لنقل المصابين إلى المستشفى. وانفردت "الرياض" بنشر القصة يوم الجمعة الماضي. ولم تُضع رويدا وقت انتظارها لخروج والدها من داخل المنزل انتظاراً بل لجأت إلى الاتصال بالدفاع المدني والهلال الأحمر ثم قررت اللجوء إلى الجيران لكن كل هذه الحلول لم تكن مجديه أمام أب وأخوين مصابين بحروق واختناق أفقدتهم الوعي ومن ثم عدم القدرة على التصرف. تقول رويدا التي تشعر بالفخر "لأني قمت بعمل بطولي" ل (الرياض) "عندما لجأت إلى الجيران لم أجد إلا الأطفال الذين أخبروني أن منزلهم خالٍ من الكبار القادرين على التصرف في مثل هذا الظرف ولم يكن انتظار وصول الدفاع المدني والهلال الأحمر بالمجدي في ظل إصابة والدي وإخوتي بالاختناق ومحمد الذي داهمته حالة تشنج أفقدته الوعي تماماً وصراخ والدتي وأخواتي والبيت الذي يحترق". يضيف والد الفتاة الشجاعة "لا أعرف ماذا حصل بعد أن تمكنت بفضل من الله بأن أخرج وأولادي من داخل المنزل (..) لكن والدتها روت لي بأن رويدا تناولت المفتاح من جيب القميص الذي كنت أرتديه وقررت بشجاعة افخر بها أن تقلنا جميعاً إلى أقرب مستشفى الذي كان يبعد عن منزلنا مسافة دقائق". ولدى وصول العائلة إلى المستشفى لم يكن الحدث إسعاف المصابين بل كان التجمهر حول رويدا التي فاجأت الجميع بجلوسها خلف المقود.! وعن تفاصيل الطريق من المنزل إلى المستشفى تقول الفتاة الشجاعة "أولاً واجهت مشكلة نقل والدي وأخوتي إلى داخل السيارة وبمساعده من والدتي وشقيقاتي تمكنا من تجاوز العقبة الأولى، لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد بل واجهت طرقاً مغلقة وأعمال صيانة وكأن الرياض كلها تخضع للصيانة تلك الليلة لشدة التوتر والقلق الذي عشته في تلك اللحظة، أيضاً كان علي أن أضبط غطاء الوجه وأحافظ على حجابي ونظرات فضول سالكي الطريق من حولي الذين لم يتعرضوا لي ولله الحمد طوال الطريق على الرغم من أن معظمهم من الشباب". ولأن الطريق إلى المستشفى لم يكن الذهاب إليه مجرد قرار، بل كان يتطلب من يعرف طريق الوصول إليه يقول أخوها الأصغر حسن "إصابتي كانت الأقل مقارنة بوالدي وأخي محمد وكنت أرشدها أي الطرق يجب أن تسلك للوصول إلى المستشفى بأسرع وقت". والد رويدا الذي علمها وأخواتها وزوجته القيادة في مزرعته في وادي الدواسر قال "انه يسمح لهن بالقيادة داخل مزرعته فقط كلما ذهبوا هناك". ويضيف "لا مجال لمخالفة النظام وأثق أن عائلتي ملتزمة بالأنظمة المرورية ولولا الظرف الطارئ الذي تحل فيه المحرمات لكنت أول من يحاسب رويدا، لكني أتفهم الظرف وأشعر بالفخر بها وبشجاعتها في اتخاذ القرار الصعب". "الرياض" التي عاشت مع العائلة في المستشفى أجواء أسرية حميمة سألت رويدا عن نصيحتها لبنات جيلها "أنصح الجميع سواء البنات أو الأولاد بأن يكونوا دائماً على استعداد لمواجهة أي طارئ"