أصبح خطر الإصابة بمرض «أنفلونزا الخنازير» هاجساً حل في عقول وأفئدة المجتمع السعودي، خصوصاً بعد ازدياد أعداد الوفيات الناتجة من هذا المرض، وبدأت أفواج من الناس تتجه للمستشفيات كلما تعرضوا لآلام الحلق أو أعراض الأنفلونزا العادية للتأكد من سلامتهم من هذا المرض، ما أدى بدوره إلى الضغط على هذه المستشفيات. وتؤكد دعاء محمد أن والدها أصبح مصاباً ب«فوبيا» إصابة أي فرد في العائلة بالمرض والذهاب للمستشفى، وتقول « قبل أيام عدة خرجت مع والدتي، وجاءني اتصال من والدي بضرورة الرجوع للمنزل لأخذ أخي للمستشفى لأنه مصاب بأنفلونزا وحرارته مرتفعة، وقبل تحركنا من المنزل تحدث والدي أمام أخي البالغ من العمر 12عاماً باحتمال إصابته بأنفلونزا الخنازير». وتضيف «عند وصولنا للمستشفى رفض أخي الدخول من دون كرسي لشعوره بآلام شديدة، وبعد أن فحصه الطبيب أكد له أن الأعراض المصاب بها هي أنفلونزا عادية فقط، لينهض أخي من الكرسي المتحرك، وبدا سعيداً لعدم إصابته بالمرض الخطير». بدورها، توضح أم خالد، أنها جاءت من المدينة لزيارة أسرتها، وقضاء شهر رمضان معهم، «ذهبت بأطفالي لأحد المنتزهات الترفيهية، ومارسوا رياضة السباحة في المسابح العامة الموجودة به، وفي اليوم التالي أصيب أولادي بأعراض الأنفلونزا الشديدة، فذهبت بهم للمستشفى، وطلبت من الطبيب إجراء فحوصات للتأكد من عدم إصابتهم بأنفلونزا الخنازير، وعندما تم إجراء الفحوصات تأكدوا من إصابتهم وتركتهم في المستشفى بالحجر، وبعد يومين أخبرني الطبيب أن فحوصات أولادي سليمة وتمكن العلاج من شفائهم، فأنصح جميع أفراد المجتمع من الحيطة في استخدام المسابح العامة». من جانبه، أكد عميد كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور عدنان المزروع حاجة المواطنين إلى توعية كافية للتعرف على أعراض الإصابة بأنفلونزا الخنازير حتى يزول الخوف لديهم من الإصابة بالأنفلونزا العادية وحتى لا تحدث تخوفاتهم ضغوطاً على المستشفيات من غير داع». وشدد من طريق إجراء مقارنة بين أعراض الأنفلونزا العادية والخنازير على أهمية أن يدرك المواطن شكواه ولايخاف مما يصيبه، لافتاً إلى ضرورة أن يعي الناس أهمية ترك مكان للحالات التي تستحق العلاج في الفترة المقبلة داخل المستشفيات لمساعدتها على الضغط الذي تواجه، وبذلك نساعد وزارة الصحة في سرعة علاج الحالات واكتشافها».