تمكن الطفل نايف كامل البلوشي من انقاذ بعض اخوته.. من وسط النيران التي اشتعلت في منزلهم في تبوك وبليل متأخر من مساء الجمعة الماضية بسبب مدفأة، الحريق كاد يقتل جميع افراد الأسرة التي باغتتها النيران.. وراح ضحيتها والدة الطفل وابنتها الصغيرة.. فيما كتب الله للبقية حياة بعد ان تدخلت شجاعة ومهارة الطفل نايف.. في اسعاف البقية بدرجة جعلت الكثير ممن حضروا المشهد المؤلم يكبرون ويقدرون بسالته وكفاءاته الاسعافية. الحادثة كما يرويها ل «الرياض» الطفل المنقذ نايف البلوشي قائلاً: بعد الانتهاء من المذاكرة والعشاء توجهنا جميعاً للنوم واقصد جميعاً اي انا ووالدتي واخواني حيث كان والدي في دورة عسكرية بالطائف وعند منتصف الليل تفاجأت بالخادمة توقضني من النوم وهي تصرخ الحريق البيت يحترق فنهضت وانا مفجوع من الحدث وسألت عن أمي وأخواني وكان المنزل قد تشبع بالدخان حيث كانت المدفأة هي السبب في هذا الحريق قمت بالبحث عن الكشاف حيث ادى الحريق لاطفاء الكهرباء عن البيت واصبحنا في ظلام دامس وبعد حصولي على الكشاف بدأت في فتح شبابيك البيت جميعها بغرض التهوية واخذت ابحث عن اخواني في الغرف فأوقظت (محمد) 11 سنة وجعلته يخرج رأسه من الشباك حتى يتنفس و(احمد) وعمره عشرة أشهر والذي ربطته بالشباك حتى يتنفس الهواء النقي بعد ذلك وجدت أخي مشعل نائماً وبعد ان استيقظ حدث له اغماء فقمت بعمل تنفس صناعي له لمدة أربع دقائق تقريباً وبعد ذلك وجدت (ريما) في حالة اغماء ايضاً وعملت لها التنفس الصناعي وطلبت من الخادمة اخراجهم من الغرفة للصالة حيث توجهت لغرفة امي وحاولت فتح الباب لكنه كان مقفلاً وناديتها واجابت بالسؤال عني وعن اخواني فأخبرتها انهم جميعاً بخير وقالت لي: انا بخير. حاول مساعدة اخوانك فقط المهم عدت لاخواني ووجدت الخادمة قد سقطت مع ريما على الأرض نتيجة الظلام وكنت انا ايضاً اشعر بالاختناق نتيجة استنشاق الدخان بكثرة، ومن شدة حرارة المكان حيث انصهر الكشاف بيدي واصبحنا جميعاً في ظلام فقط ننادي بعضنا. ويضيف نايف بدأت ازحف حتى وصلت الى سطح المنزل وتسلقت الجدار حتى نزلت الى الدور الأرضي واخذت اطلب المساعدة من المارة بالطريق ومن حسن الصدف ان كان احد ابناء الجيران في الشارع والذي على الفور ذهب الى الدفاع المدني وابلغ عن الحادثة. وبعد وصول رجال الدفاع المدني والاسعاف تم حملنا جميعاً الى المستشفى حيث اصبحت بحالة اغماد ولم اشعر بما حدث وبعد ذلك عرفت ان امي واختي قد توفيا اسأل الله لهما بالرحمة وبقية اخواني بخير فقط بعض المشاكل التنفسية البسيطة ولم يحدث لهم اي حريق ولله الحمد. وعن كيف استطاع عمل الاسعافات الاولية لعائلته؟ قال المنقذ نايف: كنت قبل الحادثة بأسبوعين في دورة للاسعافات الاولية وللتنفس الصناعي نظمته المدرسة حصلت على شهادة من المشرفين على هذه الدورة والتي اشرف عليها الأستاذ عبدالرزاق نوح ولم اكن اعلم بأن اول موقف اواجهه بعد هذه الدورة هو هذه الحادثة الشنيعة لعائلتي والحمدالله على قضاء الله وقدره. نايف يصف شعوره بالاعتزاز بالدور الذي قام به وهذا بفضل الله اولاً ورغم ما حدث له من فقدان لوالدته وشقيقته الا ان كل شيء بقضاء الله وقدره كما يقول شاكراً الله ان قدرته على انقاذ اخوانه من الحريق وطلب من الله ان يجمعه واخوانه مع والدتهم بجنته. كما تحدث خال نايف الأستاذ محمد البلوشي ل «الرياض» قائلاً: ابن اختي نايف استطيع ان ألقبه (بالبطل) لانه ساهم بعد الله في انقاذ بقية اخوانه من الحريق وصعب ان نجد في سنه من يكون لديه الشجاعة والقدرة على ذلك، ورسالتي لكل رب أسرة وعبر جريدتكم ان يتم تدريب جميع افراد الأسرة على عملية الانقاذ والاسعافات الاولية حيث لا قدر الله قد يحتاجها كل شخص في مثل هذه المواقف وسواء كان ذلك من خلال الدورات بالمدارس او من قراءة النشرات التعريفية والتوجيهية والكتيبات الخاصة بهذا الامر نتمنى ذلك والحمدلله على قضاء الله وقدره وان يرحم الميتين ويشفي المصابين ويطيل في عمر هذا البطل نايف.