شهدت الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن الاحتفال المميز بأول دفعة من الطلبة الخريجين الذين تم ابتعاثهم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي، ولهذا الاحتفال وقع خاص في النفوس ولون يميزه عن سواه، فهو يسجل تاريخاً لباكورة الحصاد بعد جهود مضنية ومتواصلة. ويتضمن التكريم ومنح الجوائز لأول دفعة من حملة شهادات مثل الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس وغيرها في شتى البرامج العلمية والفنية. إن الملحقية وهي تستقبل كوكبة من الخريجين من أبناء الوطن الذين يعودون اليه بعد إنهاء دراستهم لتستعيد بالذاكرة تلك الزيارة الميمونة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - للولايات المتحدةالامريكية والتي انبثق عنها انطلاق هذا البرنامج الشمولي في خططه وتطلعاته بحيث أصبح الآلاف من الطلبة يفدون إلى الجامعات والمعاهد الامريكية لنيل مختلف الدرجات العلمية في مختلف التخصصات الاكاديمية النادرة. ولا شك ان تخريج الدفعة الاولى من مبتعثي هذا البرنامج أمر يستحق الاشادة ليس لأولياء أمور الطلاب والطالبات وذويهم فحسب، بل لكل الذين ساهموا في تأسيس هذا البرنامج والاشراف على مساره بدءاً بوالد الشعب خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحكومتهما الرشيدة متمثلة في وزارة التعليم العالي وعلى رأسها معالي الوزير الدكتور خالد العنقري. والملحقية الثقافية حينما تحتفل بهذه المناسبة تشارك الجميع في الفخر والاعتزاز باعتبارها احدى هذه الجهات المسؤولة عن هذا البرنامج إذ دأبت على استقبال مبتعثيه بالآلاف، منذ بدايته وحتى اليوم دونما كلل أو ملل، وبنقلة نوعية في الاداء من حيث توسيع قدرتها الاستيعابية للاعداد الهائلة من الطلاب وتبني اجراءات تطوير جديدة،. وإيجاد قبول لهم وتطوير طرق الاشراف عليهم والاستعانة بأحدث الوسائل التكنولوجية لتسهيل معاملاتهم ولتوفير الأجواء المناسبة لهم، وكذلك تخصيص عدد من الزيارات الدورية لهم وتفقد أحوالهم في أقاليمهم اضافة إلى فتح النوادي الطلابية السعودية في أماكن تواجدهم. ها هو برنامج الابتعاث قد بدأ يحقق أهدافه المنشودة كمشروع حضاري سعودي، فهنيئاً للملحقية السعودية بنجاحها المتمثل في الاحتفال بهذه الكوكبة من أبناء الوطن، وليس هذا بغريب عليها فهي مدرسة العطاء ودليل يضيء طريق المبتعثين والمبتعثات ومركز من مراكز الخبرة لجميع مؤسسات الاشراف الدراسي في الخارج بلا منازع. @كاتب وأكاديمي سعودي