حتى ما نستطيع عمله لا نعمله ولا نبادر إليه.. هل نتعمد أن نبدو وكأننا الأغبى! حين نشتكي في عالمنا العربي من قلة الاختراعات والابتكارات ونستعين بالعقول الغربية حتى في تصميم أثوابنا وسجادات صلاتنا ونحن في الوقت نفسه نملك البشر والمال والدافع فلماذا لا نفعل ؟ وصلوا إلى المريخ حرفيا ومازلنا نتبادل رسائل إلكترونية تشكك في وصولهم إلى القمر! عصر ذلك اليوم كان إعلان الفائز بالمليون الثاني مستفزاً ومربكا ودافعا إلى البكاء وهو يقطع برنامجا أجنبيا يتبارى فيه 12متسابقاً على المليون أيضا ولكن من خلال اختراعات وابتكارات من شأنها أن تغير وجه العالم.. وفي الوقت الذي يفوز فيه أبناء العرب بالمليون لأنهم اتصلوا هاتفيا أو قاموا بالغناء الركيك أو هز الوسط المبتذل أو تخمين موقع الكرة! ألا يستطيع المغدقون بالملايين على "الهيافة" أن ينفقوا ذات تلك الملايين على علم يُنتفع به أو حلول يُسترشد بها لمشاكلنا التي تبدأ بالرغيف وتمر بالزحف الفضائي المكشوف الذي لم يعد يعطي لورقة التوت أهمية ولا تنتهي عند المناهج التعليمية البائدة التي لم تعد تصلح حتى لحشو العقول.. من المفارقات المضحكة المبكية أن أي مسابقة "عندنا" لاكتشاف مبدعين في مجالات أدبية أو علمية لا تتعدى جوائزها الصفر الواحد في حين يكفي ان تتصل هاتفيا بمذيعة "مائعة" حتى تنافس في الحصول على الأصفار الثلاثة أو الأربعة أو الخمسة ويا حبذا الستة أصفار الشهيرة ..! ماذا يراد بنا وإلى أين نحن متجهون حقا؟ و من يملك أن يوقف كل هذا العبث والسطحية والتدهور في كل شيء؟ و حتى أكون أكثر إيجابية وتحديداً.. أدعو أصحاب الملايين إلى تبني مسابقات تنافسية مفيدة لمجتمعاتهم ولصحائف أعمالهم مثلا لأفضل حل لمشاكل الزراعة وتحلية المياه ومجابهة العواصف الرملية وإنتاج السلالات الجديدة من القمح والحيوانات اللاحمة ، وتمويل التوصيات التي خرجت بها مئات المؤتمرات العلمية لصالح مئات القضايا لكنها لم تنفذ لأنه لا وجود للميزانية أو للمهتم المتابع . @@@ قبل الختام هل لاحظتم ما وصلت إليه حال بعض القنوات العربية التي تبث برامج وأفلاماً أجنبية.. لقد صدقوا في دعاياتهم وها هم يقدمون أفلامهم بلا حذف وبلا تقطيع!. اللهم الطفء بنا..