الاكتفاء الذاتي يعني القدرة على تحقيق الاعتماد الكامل على النفسي وعلى الموارد والإمكانات الذاتية في إنتاج كل احتياجات المجتمع الغذائية محلياً. في الحقيقة يعرف الاكتفاء الذاتي الغذائي "بقدرة المجتمع على تحقق الاعتماد الكامل على النفس وعلى الموارد الامكانات الذاتية في انتاج كل الاحتياجات الغذائية محلياً. إلا أن هذا المفهوم اثيرت حوله مجموعة من التحفظات أهمها: الطابع الإيدلوجي هذا المفهوم نسبية مفهوم الاكتفاء الذاتي الغذائي إمكانية تحقيق الكامل يعتبر مفهوما عاماً وغير واضح إذا لم يوضح في إطار جغرافي وتاريخي محدد، كما أنه في بعض الأحيان يحمل شحنة إيديولوجية. ويتعلق التحفظ الثاني بنسبية مفهوم الاكتفاء الذاتي الغذائي، هل هو عند الحد الأدنى في توفير الاحتياجات الغذائية أو الحد المتوسط أو الحد الاعلى، فلا بد من ربط هذا المستوى الاقتصادي والمعيش للمجتمعات أو المجتمع موضع الدراسة. كما يعتبر التحفظ الثالث أن الاكتفاء الذاتي الغذائي الكامل قد يكون هدفاً قومياً نبيلاً، إلا أن تحقيقة مرتبط بالدرجة الأولى بالموارد المتاحة وقدرتها على الوفاء بالاحتياجات. وقد يقرر أحد الافطار المضي في تحقيق هذا الهدف، إلا أن ذلك يكلفه تضحيات اقتصادية اجتماعية باهظة إذا ما قورنت بحلول أكثر وسطيه. أما التحفظ الأخير فيتعلق بمدى إعقلانية في القرار الاقتصادي القاضي بسياسية الاكتفاء الذاتي الغذائي الكامل، اذ الموارد الزراعية محدودة وقطاع الزراعية هش لأنه يرتبط بصور مباشرة بالتغيرت المناخيه مما يحصل التعويل عليه بصورة مطلقة قراراً اقتصادياً غير رشيد. كما انه في ظل العولمة الاقتصادي وما رافقها من تحرير التبادل التجاري في إطار المنظمة العالمية للتجارة، فإن معيار الاختيار الرشيد يميل إلى اعتبار التكلفة الأفضل بغض النظر ودون تمييز بين انتاج محلي أو انتاج خارجي، وهناك اعتبار ثالث يتعلق بارتفاع مستويات المعيشة وتعدد متطلبات وأذواق المستهلكين لدرجة يصعب معها أن تنتج كلها محليا، ورغم وجاهة التحفظات حول مفهوم الاكتفاء الغذائي الذاتي الكامل فإن اعتماد سياسة الاكتفاء الذاتي الكامل أو الجزئي من السلع الاستهلاكية يعتبر خياراً استراتيجياً يجب على الدول العربية عدم التنازل عنه مهما كلف من ثمن، ونجد على المستوى العالمي أمثله حيه في التضحية الاقتصادية سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض السلع الأساسية، كما هو الحال في سياسة زراعة الأرز وزراعة لقمح بالسعودية وعلى العموم فإن الباحثين الاقتصاديين يعتبرون أنه في ظل التحولات الاقتصادية العالمية وما رافقها من تحرير التبادل التجاري فإن مفهوم الاكتفاء الذائي الذاتي الكامل مغهوم طوباوي بل مرفوضا لأنه يؤدي إلى إيقاف جميع العلاقات التجارية الخاصة بالمواد الغذائية مع الدول الأخرى لذا فإن معظم الدارسين يميلون إلى استخدام مفهوم الأمن الغذائي بدل الاكتفاء الغذائي الكامل لخلوه من اية شحنه دلالية إيديولوجية.