طالب الممثل السينمائي الدكتور حسن الغانم والذي شارك في أول فيلم سينمائي سعودي تم إنتاجه سنة 1950م بعنوان "الذباب" ان لا يقتصر إنتاج الأفلام السينمائية على وزارة الإعلام فقط بل طالب الوزارات الأخرى كالصحة وغيرها بإنتاج أفلام توعوية وإرشادية وذلك خلال اللقاء الذي أجرته "ثقافة اليوم" معه بعد تكريمه من قبل القائمين على مسابقة الأفلام السعودية كأول سينمائي في المملكة. @ كبداية تقليدية لأكثر اللقاءات نود ان نتعرف على بطاقتك الشخصية؟ - البطاقة الشخصية: د. حسن علي الغانم من أهالي القطيف رغم أني عشت منذ طفولتي خارج المملكة احمل شهادة الدكتوراه في الطب الوقائي "الأمراض المعدية" وماجستير في التثقيف الصحي إضافة لبكالوريوس في العلوم الاجتماعية وحاليا اعمل مستشار في احد الشركات الهندسية وكانت بدايتي موظف في شركة ارامكو سنة 1944قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية بسنة واحدة. @ ما هو انطباعك عن مسابقة الأفلام السعودية الأول والذي أقيم بالدمام، وهل ترى ان الحركة السينمائية بالمملكة تسير بشكل جيد؟ - هي تجارب تستحق الدعم والتشجيع، ولا أحبذ بعض ما يقال عنها من احتواءها لسلبيات، حيث ان ذكر كلمة سلبيات قد تسبب نوع من الإحباط لهؤلاء الشباب المجتهد والذي يمتلك الكثير من القدرات والمواهب المبدعة لذلك اعتقد ان السينما السعودية ستخطو خطوات سريعة في السنوات القادمة. @ ما رأيك بدعم وزارة الثقافة والإعلام لمسابقة الأفلام السعودية؟ - بالطبع هي خطوة أكثر من رائعة وقد طال انتظارها لذلك اشعر ان هناك جو من التفاؤل يحيط بجميع المهتمين بالعمل السينمائي، وأتمنى ان لا يقتصر إنتاج الأفلام السينمائية على وزارة الإعلام فقط بل نتمنى ان نجد وزارات أخرى كالصحة مثلا تعمل على إنتاج أفلام وبرامج توعوية يستفيد منها الجميع وذلك للحاجة الماسة من قبل الجميع وهذا طبعا بالتعاون مع وزارة الإعلام، استشهد بذلك بما لاحظته خلال تحضيري للماجستير في أمريكا حيث كان الإعلام من أساسيات التثقيف الصحي لذلك كنا نتلقى دورات مكثفة على كيفية كتابة النصوص التوعوية والتثقيفية وأهمية السلامة، وما حوادث الاختناقات التي تحصل أيام الشتاء بسبب الجهل بخطورة الفحم المشتعل إلا دليل على نقص الوعي عند الكثير من أفراد المجتمع. @ حدثنا عن تجربتك السينمائية في فيلم "الذباب". - أنتج هذا الفيلم من قبل شركة ارامكو السعودية والتي كانت في تلك الفترة تتولى بشكل كبير توعيه المواطنين بضرورة التثقيف الصحي للمحافظة على صحة الجميع وذلك ان الأمراض كانت تنتشر بشكل كبير في تلك الفترة خصوصا أمراض الجهاز الهضمي والتي كانت تودي بحياة العديد من الأطفال والكبار في السن أيضا لضعف المناعة لديهم لذلك أحضرت ارامكو فريق سينمائي متخصص من "هوليوود" ليقوم بإنتاج عالي الدقة للفيلم، حيث استغرق العمل على أنتاج الفيلم الذي لا يتجاوز 30دقيقة قرابة الشهرين والنصف، وأنتج هذا الفيلم ليقدم لقاطني المملكة في تلك الحقبة الزمنية ومن ثم ترجم لعدة لغات مختلفة. كنت في ذلك الحين اقضي فتره إجازة من الدراسة في حلب وذلك أني كنت مبتعث هناك، وقد دخلت في اختبار او تجربة أداء ليقع علي الاختيار في المشاركة في الفيلم، ولا اخفي عليكم ان لغتي الانجليزية ساعدتني بشكل كبير لخوض هذه التجربة السينمائية. @ كيف تم عرض الفيلم في تلك الفترة مع عدم وجود قنوات تلفزيونية آنذاك؟ - أساسا لم يكن هناك خدمات مثل الكهرباء والمياه في ذلك الوقت، حيث تم الاعتماد على الإعلان عن طريق مكبر صوت يوضح من خلاله انه سيتم عرض فيلما سينمائيا في الساعة الفلانية في احد المواقع في قرى المنطقة كالمقاهي والمتنزهات او بعض كبرى الديوانيات في ذلك الوقت @ هل كانت لديك خبره فنية قبل تجربتك السينمائية الرائدة كادوار مسرحية او خلافه ؟ - في الحقيقة لم تكن لدي أي خبره بل لعبت الصدفة دور كبير في اقتحامي للعمل السينمائي إضافة لامتهاني للعمل الإعلامي لفترة زمنية قاربت أربعة عشر سنة، وربما لإجادتي للغة الانجليزية دروا كبير في اختياري كممثل في الفيلم وذلك لسهولة التواصل مع الطاقم إضافة لمساعدتي طاقم العمل في ترجمة ما يريدونه لغير المتحدثين للغة الانجليزية. @ عن ماذا كان يدور فيلم "الذباب" ولماذا هذا الاسم تحديدا؟ - كان الهدف منه توعية الناس بأخطار الذباب الذي كان منتشر بشكل كبير في المملكة ويسبب انتقال الكثير من الأمراض والتي لا أبالغ إذا ذكرت انها تفتك بحياة الكثيرين آنذاك. @ كيف وجدت هذه التجربة خصوصا وأنت تعمل مع طاقم سينمائي محترف؟ - بالتأكيد كانت تجربة ثرية فتحت علي الكثير من أبواب العمل الإعلامي خصوصا وأنها أول تجربة سينمائية في المملكة وبعد هذه التجربة عملت في أكثر من خمسة أفلام أخرى كما شاركت في كتابة بعض الأفلام التوعوية في تلك الفترة بحكم معرفتي لما يحتاجه الأهالي في المنطقة. @ لماذا لم تستمر في العمل الإعلامي بعد هذه التجارب الثرية؟ - بالعكس لم انقطع عن العمل الإعلامي بل كنت اكتب في ذلك الوقت برامج وحلقات لبرنامج أسبوعي تحت اسم "صحتك" والذي استمر لما يقارب أربعة عشر سنة وكان يبث على تلفزيون شركة ارامكو السعودية في تلك الفترة، بعد ذلك عرض هذا البرنامج على قناة التلفزيون السعودي من محطة الدمام لمدة قاربت الثلاث سنوات بعدها سافرت للخارج لإكمال دراستي. @ هل انت متابع للحركة السينمائية والفنية في المملكة وخارجها؟ - بكل تأكيد، وذلك ان أغلبية أفراد عائلتي تعمل في المسرح والتلفزيون والسينما، فأبني ماهر من الناشطين في العمل المسرحي والسينمائي في المنطقة يساعده في ذلك ابن أخي عاطف إضافة لابن عمي المخرج عبدالخالق الغانم كل هؤلاء يجبروني على متابعة المستجدات في العمل الفني. @ هل تقدم استشارات فنية للأعمال التي يقوم على إخراجها ابنك الفنان ماهر الغانم؟ - ليست استشارات وإنما هي اراء شخصية عن بعض الأفكار المقدمة ولا أتدخل في الرؤية الإخراجية سوا كان العمل لابني ام لغيره. @ ماذا يعني لك التكريم من قبل القائمين على مسابقة الأفلام السعودية؟ وهل كنت تتوقع هذا التكريم؟ - في الحقيقة لم أكن أتوقع هذا التكريم خصوصا وان تجربتي السينمائية قديمة جدا ولكن فوجئت بهذه البادرة الجميلة والتي تدل على الحس الرائع الذي يتمتع به القائمون والمنظمون لمثل هذه المسابقة.