رجل يتكلم قليلاً، قليلاً جداً، ويعمل كثيراً، بأبعد ما تذهب إليه كثيراً من دلالات، وآفاق، وأبعاد ذات علاقة بالوطن، والإنسان في كل تطلعاتهما وآمالهما، وتوجهاتهما، وأحلامهما. رجل صامت في أكثر الأحايين، لكن صمته هو حالة تفكير، واستشراف، وقراءة متأنية وعقلانية لتجارب التاريخ المفصلية، ونضالات الشعوب، والأمم في عمليات النمو، والتنمية، وصناعة التحديث، وصياغة واقع حياتي منعتق عن مفاهيم البيروقراطية، والنمطية والركود، إلى فضاءات الإبداع، والخلءق، ومحاكاة لغة العصر إن على المستوى الاقتصادي، أو التعليمي، أو الاجتماعي، أو السياسي، أو أي شأن يتماهى مع التوثب الحضاري، والإنساني، والتنويري. رجل يحمل هموم المواطن في الداخل، ويتلمس النقص، أو التعثر في المؤسسات الصحية، والاجتماعية، والخيرية، والتعليمية، ومناشط التدريب، والتأهيل، والوعي. فيبادر إلى إثراء هذه المناحي، والأغراض بمشروعات عملاقة ضخمة تسهم في إلغاء متاعب الإنسان، والقضاء على معاناته حتى أصبحت المؤسسات الصحية التي رعاها وأنتجها فكره فاعلةً ليس على مستوى الداخل فحسب، بل على مستوى دول الخليج العربي، والوطن العربي على امتداد جغرافيته من الماء إلى الماء. وحمل هموم وتطلعات الوطن في مكانة يستحقها بين دول العالم. فعمل على تأصيلها، وتنميتها، والاستفادة من كل العلائق الجيدة مع الدول الصديقة، والشقيقة، وتوظيف ذلك من أجل الوطن بوصفه صانع قرار، ومؤثراً في صياغة مفاهيم، ورؤى، وبفعل كونه منتجاً، مساهماً، فاعلاً في استقرار اقتصاديات العالم. هذا هو سلطان بن عبدالعزيز، الرجل/ الرمز. صامت، عامل. هادئ، مفكر، ومنتج. من يقرأ حديثه الذي نشرته "الرياض" يوم أمس بالتزامن مع صحيفة (ABC) الأسبانية. يعرف أن الرجل/ الرمز، يحمل فكراً رائعاً، ويعمل على استشراف مستقبلات مهيبة وطموحة. "... نحن في المملكة العربية السعودية نطبق خططاً خمسية للتنمية هدفها التنمية المتواصلة والمتوازنة، الاقتصاد السعودي عاش خلال ثلاثة عقود تغيراً إيجابياً ملحوظاً وشاملاً بسبب أن الدولة قامت باستثمارات كبيرة في إطار التجهيزات والبنى التحتية الأساسية والاجتماعية والصناعية...". "... إن الخطة الثامنة للتنمية والتي تنتهي في 2010تتركز على تنمية المجالات الاقتصادية غير البترولية، وتحسين الخدمات العامة، وزيادة الوظائف والتوجيه، وتنمية الخدمات التعليمية ضمن النظام العلمي والتقني. وإعطاء اهتمام للمعلوماتية، ومساندة البحث العلمي بحيث تركز على اقتصاديات المعرفة..". وعي صادق، واستشراف مبهر ومفرح، الوطن، والإنسان، والمستقبلات هي في عمق الاهتمام والتفكير اليومي، ومعنى هذا أن الحياة رائعة لأجيالنا.