في الرياض - العاصمة - تظاهرة ثقافية وفكرية، وبها احتفاء واحتفال مهيبان بالكلمة، وما تجسده من قيمة في وعي الشعوب، ودلالات على تطور الإنسان في مفاهيمه، ووعيه، وتفكيره، وما تكرسه من إيمانات بأن الفعل المعرفي، والتنويري هما المدماك الأساسي في انعتاق الإنسان من حالة البؤس الاجتماعي، والاسترخاء، والعجز، والركون في قاع التخلف، والأمية، والفقر إلى فضاءات صناعة التاريخ، وصياغة التحديث، والتطور، والفهم، واستشراف مستقبلات الوطن، والإنسان، في كل مناحي، وتفاصيل الحياة المستقبلية. في الرياض - العاصمة - يتزامن حدثان ثقافيان، فكريان، طليعيان في رمزهما، وفي معنى تواجدهما في الرياض. الحدث الأول، مهرجان الجنادرية، وما يمثله من مناشط فكرية، وثقافية، وتجمع وتواصل بين مفكري، ومثقفي، وصنّاع الإعلام في الوطن العربي. لتكون الرياض بمهرجانها التراثي الثقافي نقطة التقاء، وحوار، وتبادل مفاهيم بين الشرائح النخبوية المفكرة في جغرافيا الوطن العربي من محيطه إلى خليجه، حيث يصنعون في هذا التجمع الكبير حالة فكرية في فضاءات، ومناخات لا تقونن، أو تنمّط منهج السلوك، والممارسة للمثقف، ولا تخضعه لبلادة الشعارات، والمزايدات، واهتراء المواقف الزائفة والمزيفة، ولا إلى عيون العسكر، وترغيبهم المبطن في الإشادة بمواقف الزعيم، وصموده، وممانعته، أو فرض كتاب رديء، سخيف، تافه أخضرَ كان أو بألوان قزح على كل قادم إلى المهرجان ليلوّث فكره بمفرداته، ونظرياته. الحدث الثاني، معرض الكتاب، وهو تجمع للكلمة، والحرف، والرأي، والفكر، والإبداع الذي مارسته الرياض، وعلى الأصح أرض الجزيرة العربية منذ فجر الكلمة المبدعة الخلاقة المموسقة، ولاتزال تحمل إرثاً، وتقدم تجديداً في الفكر الإنساني. هذان الحدثان، والعاصمة التي تحتضنهما وراءهم رجل عظيم وكبير وخلاق هو سلمان بن عبدالعزيز، فقد قدّم الرياض كعاصمة للوعي، والثقافة، وعاصمة هي ملتقى الحب، والفرح، والوضوح، وعمل طوال سنوات مضت على أن تكون قبلة الأحداث الكبيرة، وصانعة للتميز إن على المستوى الاقتصادي، أو الحضاري، أو الثقافي، أو السياسي. سلمان عاشق أزلي، وأبدي للرياض، وعاشق لكل مميز في حياة الرياض، وصديق لكل حامل قلم، وممتهن حرف، وكل أصدقائه - الآن - من الصحافيين، والمثقفين في ضيافة مدينته التي يعشقها، ويتماهى مع تحديثها. مرة كتبتُ عن تكريمه من قبل هيئة الصحفيين لأن له أفضالاً معنوية بالتوجيه، والحوار، والفهم مع كل صحافي، واليوم أنادي بتكريمه في أحد مهرجانات الجنادرية، كصانع مدينة، وصانع تألق.