تسجيل النجاح في مجالات الحياة الاجتماعية بالنسبة للفنان إلى جانب نجاحه ونجوميته في عالم الفن إنجاز بلا شك عظيم، وقليلون هم الفنانون الذين انتهجوا هذا الخط من الاهتمام المزدوج، كانت الأسرة والأبناء من أول اهتماماتهم ثم الفن أو العكس مع عدم الإخلال بأحد الواجبين أو تأخير ترتيبه لصلح غيرهما من الاهتمامات، من هؤلاء كان الفنان محمد عبده المتابع لحال البيت والأولاد دراسيا وما إلى ذلك، كان أيضا من هذه النوعية الموسيقار سامي إحسان، الذي عرف باهتمامه الكبير بالبيت والأسرة ومتابعة الأولاد في كل خطاهم، الأمر الذي خرج من بيته أسماء عديدة بمساعدة السيدة حرمه المشاركة في كل ذلك، ومن هؤلاء الذين يفخر بهم سامي والذين كان منهم في هذه المحصلة أبناؤه أحمد (بكالوريوس إدارة أعمال دولية من نيويورك)، أمل (بكالوريوس علم نفس من جامعة امباسيدور في هيوستن)، نبيل (بكالوريوس رياضيات)، ابنه عدنان (بكالوريوس قانون ومحاماة من جامعة سان انطونيو في تكساس)، وغيرهم من الأولاد الذين ينتظرون أدوارهم للتميز والتفوق العلمي. وقد يكون سامي إحسان الموسيقار المعروف مختلفا بعض الشيء عن زملائه الموسيقيين السعوديين بتقديم أسماء جديدة للساحة إلى درجة اسميناه فيها «صانع النجوم»، حيث إن أهم ما عرف به سعيه الدؤوب لصناعة النجوم بعد اكتشافهم، أما ما يذكر له دوما هو خدمته الكبيرة والإسهام بوضوح في نشر الأغنية والموسيقى السعودية في العالم العربي من خلال تقديم الأغنية السعودية عبر حناجر المطربين العرب.. وعن هذا يقول سامي إحسان: بعد تفتق موهبتي منذ الصغر كنت قد وضعت نصب عيني توسيع دائرة الموسيقى والأغنية السعودية وخدمني الحظ بالفعل منذ البداية، حيث تغنت المطربة التونسية زهيرة سالم عند زيارتها جدة وتحديدا الإذاعة بأول لحن لي ومنها انطلقت للعطاء بحناجر عربية قدمتها لأول مرة في الساحة المحلية والعربية. وبالفعل قدم سامي إحسان العديد من الأسماء الفنية التي صار لها فيما بعد صولات جولات في الساحة الفنية العربية لعل من أهمها رجاء بالمليح، سمية قيصر، ماجدة عبدالوهاب، وغيرهم الكثير. أما محليا فلقد قدم سامي العديد من الأصوات لأول مرة ربما كان آخرهم عباس إبراهيم وأبرزهم: علي عبدالكريم، محمد عمر، عبدالمجيد عبدالله، عبدالله رشاد، وليد عطية، وغيرهم الكثير من الفنانين. سامي إحسان تقلد العديد من المناصب الفنية بعد أن دخل الإذاعة كمهندس صوت يحمل حساسية مرهفة، إلى جانب موهبته الموسيقية الكبيرة ثم موسيقي، حيث ساهم في تأسيس فرقة الإذاعة والتلفزيون عند سعودتها وكان أحد أبرز عازفي آلة الكمان فيها إلى أن أصبح قائدا للفرقة فرئيسا للقسم الموسيقي في الإذاعة والتلفزيون إلى أن تقاعد عام 1417 (1997).. وسبق لسامي إحسان أن أسس قسما موسيقيا في فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة ثم استقال منه بعد أن قدم أسماء جيدة للساحة الفنية. امتزج اسم سامي إحسان وعطاؤه مع الفنانين الكبيرين الراحل طلال مداح (رحمه الله) ومحمد عبده، حيث أعطيا في كثير من المجالات الموسيقية والغنائية الوطنية والعاطفية منها. أول من جمع طلال ومحمد عبده كما أنه كان أول من استطاع جمع صوتي الراحل طلال مداح ومحمد عبده في عمل واحد وهو أوبريت «السيف والقرآن» ثم غيره، قبل أن يلتقيا في أوبريت الجنادرية الأول «مولد أمة» بعشر سنوات تقريبا من إنتاج الإعلامي أمين قطان. كما شدا بألحانه كثير من الفنانين العرب مثل كارم محمود، محمد قنديل، محمد ثروت، عماد عبدالحليم، سعاد محمد، عفاف راضي، نجاح سلام، هاني شاكر، نجاة الصغيرة وهذه الاخيرة كتب كلماتها ابراهيم خفاجي. وتقدر أعمال سامي إحسان الموسيقية بحوالى 800 عمل فني اليوم ونحن في 2011م، كان أول أجر لسامي إحسان كعازف كمان قد تلقاه في مناسبة زواج مع المطرب فؤاد ابار في «باب مكة» في جدة وكان أجره فيها 15 ريالا، ولسامي ثمانية أبناء وأربع بنات. سامي إحسان مستعد للمواصلة في اكتشاف النجوم، وكان ممن قدمهم للساحة من المواهب الشابة أشرف شاولي الذي افتتح مع قريبه الفنان الدكتور هيثم شاولي أخيرا في جدة معهدا لتعليم الموسيقى ومحمد عبدالله ووليد محمد وأصواتا شابة من لبنان مثل بيان ونسرينا في عام 2000م. من هو؟ الموسيقار الكبير الفنان سامي إحسان مدير القسم الموسيقي في إذاعة وتلفزيون جدة سابقا، تقاعد عن العمل في رمضان 1417، وبيانات جواز سفر سامي إحسان تقول: سامي عبدالله محمد إحسان من مواليد جدة 1/7/1362 (1943) كان قد حصل على الكفاءة المتوسطة، إضافة إلى خبرات موسيقية متعددة، وتلقى تعليما موسيقيا جيدا في المعهد العربي للتمثيل والموسيقى في دمشق أثناء عمله في السفارة السعودية، هناك تقلد العديد من الوظائف الحكومية في وزارات البرق والبريد والهاتف والإعلام والخارجية.. بدأ حياته العملية في بريد جدة، انتقل بعد ذلك للعمل في وزارة الخارجية في جدة ومنها إلى دمشق للعمل في السفارة السعودية، حيث عمل مسؤولا عن قسم الرعايا في القنصلية السعودية في دمشق، ثم نقل إلى وزارة الإعلام بناء على طلبه وعمل في البداية كمهندس صوت وتلقى الدروس الموسيقية على يد الموسيقي السوري الكبير مهران بلخيان الذي كان قائد الفرقة الموسيقى في الإذاعة والتلفزيون، والذي جاء إلى المملكة للعمل في الإذاعة والتلفزيون السعوديين قبل أن يتوفى هنا في جدة. في أواسط السبعينيات الميلادية رشح لرئاسة القسم الموسيقي في فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة وبقي في هذا المنصب سنوات طويلة حتى عام 1410ه ليتفرغ للقسم الموسيقى في الإذاعة والتلفزيون، ولأعماله الخاصة كذلك عضو مؤسس في جمعية الثقافة والفنون السعودية. وله العديد من الأبناء والبنات، سامي إحسان يقول عن أول رحلة له إلى خارج المملكة مستخدما جواز السفر بها: إنها كانت مع العائلة رفقة الوالد (رحمه الله) قبل 50 عاما بالضبط إلى السويس بالباخرة ومن ثم إلى القاهرة، حتى إنه يذكر أن اسم الباخرة كان «لوكاندا كوستادي» تابعة لشركة فايز للملاحة. أسفار مرعبة يضيف سامي أنه كان مرعوبا جدا؛ لأنها المرة الأولى التي يسافر فيها ويرى أهوال السفر بحرا.. وإن أول رحلة بالطائرة كانت إلى الرياض لمتابعة مراحل علاج والده (رحمه الله) هناك وذلك عندما كان الدكتور الراحل حسن آل الشيخ وزيرا للصحة بالنيابة. أما أول رحلة فنية فكانت إلى القاهرة عام 1969م بصحبة الفنان محمد عبده لتسجيل أولى الأغنيات التي غناها محمد عبده من ألحانه لصالح المسلسل التلفزيوني الوحيد الذي قام محمد عبده ببطولته «أغاني في بحر الأماني» أغنية «سهر» من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن وغيرها ثم مع طلال مداح لصالح مسلسل «الأصيل» ولحن فيها له «وادعيني» من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن و«تقابلنا» كلمات الأمير محمد العبدالله الفيصل. عن أجمل الرحلات يقول سامي إحسان: كانت تلك بمرافقة الفنان محمد عبده إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1984م بمصاحبة المنتخب الأولمبي إلى لوس أنجلوس، ثم رحلة أخرى لأمريكا وكندا مع محمد عبده وعبدالله رشاد. وكانت من أسفاره الفنية أيضا مع محمد عبده لزيارة خاصة إلى الشاعر الكبير طاهر زمخشري المتواجد في تونس أيامها (رحمه الله). أما عن الرحلات التي لا تزول متاعبها عن ذاكرته يقول سامي إحسان إنها رحلة طويلة عام 1976م من جدة إلى الظهران، في طريقنا أنا والفنانون والموسيقيون إلى الكويت برا قابلتنا بعض الصعوبات على الحدود؛ للمشاركة في الحفل الفني الكبير الذي يقام هناك بمناسبة اختتام دورة الخليج الثالثة التي أقيمت هناك.. ولكن بتدخل محمد عبده وتعريفه بنفسه لجنود الحدود رحبوا به وأدخلونا جميعا؛ لأن العازفين في معظمهم معنا كانوا من الإخوة السوريين العاملين معنا في الإذاعة. ومن أجمل الرحلات السياحية في حياته يقول أنها كانت مع محمد عبده إلى إحدى الدول الاسكندنافية «ضيفين على أحد أصدقائهما هناك». حصل سامي إحسان على الابتدائية في عام 1376 وتزوج في العام نفسه، وحصل على الكفاءة بالإضافة إلى خبرات موسيقية متعددة، وهو أول ملحن سعودي قدم أغنية سعودية باللغة الإنجليزية وكانت في كندا في معرض اكسبو 86 بصوت عبدالله رشاد، وأول ملحن سعودي يضع موسيقى لنشرة الأخبار لإذاعة سعودية (البرنامج الثاني)، وأول ملحن سعودي يهتم بأغنية الطفل ويصدر ألبوما كاملا عن أهازيج الأطفال التراثية بشكل وصياغة جديدة كانت من كتابة إبراهيم خفاجي وسعود سالم والراحل عبدالرحمن حجازي، وأول ملحن سعودي لديه رصيد كبير من العلاقات الفنية العربية، وله العديد من الأعمال الموسيقية والغنائية، وأعمال موسيقى المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية، وشارك بتمثيل المملكة في جميع المهرجانات والأسابيع داخل وخارج المملكة إلى قبل تقاعده.