قال رئيس لجنة التحقيق الدولية في مجزرة بيت حانون ديزموند توتو "إن استمرار صمت المجتمع الدولي على حصار غزة عار علينا"، واصفاً ما شاهده في بيت حانون من أدلة حول مجزرة العائلة الفلسطينية قبل ثمانية عشر شهراً ب"جرائم حرب تحتاج إلى تحقيق أوسع وأكثر دقة". وأعرب توتو في مؤتمر صحافي عقده بمدينة غزة أمس قبل مغادرته متوجهاً إلى جنيف، عن دهشته وحزنه بعدما استمع لإفادات ذوي الضحايا وشاهد الواقع البائس التي يعيشه أهالي قطاع غزة. وقال: "إن ما شاهدناه في بيت حانون أدلة على إمكانية وجود جرائم حرب لكن تحتاج إلى تحقيق أوسع"، مؤكداً في الوقت ذاته أن الحصار المفروض على قطاع غزة "يمثل جريمة ضد الإنسانية" وأوضح أن اللجنة ستقوم بإعداد تقرير حول مجزرة عائلة العثامنة التي فقدت تسعة عشر من أفرادها وستقدمه للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة التي ستجتمع في أيلول - سبتمبر المقبل. وشدد على ضرورة أن يتدخل صانعو السلام لإنقاذ قطاع غزة من الحصار المفروض عليهم، وقال: "ندعو (إسرائيل) بأن تقوم بفك الحصار عن المدنيين في غزة". ولم تفلح محاولة توتو وفريق التحقيق المعين من قبل لجنة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة من دخول قطاع غزة لثمانية عشر شهراً نظراً للمنع الإسرائيلي. ووصل رئيس لجنة التحقيق الدولية في مجزرة بيت حانون عبر معبر رفح المغلق منذ عام على الحدود المصرية الثلاثاء الماضي والتقي عددا من أفراد عائلة العثامنة الذين نجوا من المجزرة الإسرائيلية، إضافة إلى مسؤولين بمؤسسات حقوقية في غزة ورئيس الوزراء إسماعيل هنية. وقال توتو: "إن اللجنة قدمت إلى غزة كي تقيم أوضاع الضحايا وتقوم بمعالجة احتياجات الناجين وتقدم توصيات للأمم المتحدة من أجل حماية المدنيين من العدوان الإسرائيلي. وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد وقوع المجزرة في بلدة بيت حانون التي تتعرض للعدوان بشكل متواصل، أن القذائف سقطت ب"الخطأ". وقال رئيس لجنة التحقيق الدولية: لقد استمعنا للأم التي سقط أطفالها ضحايا.. إنها التقطت مخ أطفالها من الأرض وهرعت إلى الشارع لتشاهد أمعاء طفلها الثاني ملقاة على الأرض وهو يحاول تجميعها. وأضاف "أن الجيش الإسرائيلي اعترف أنه أخطأ لكن هذا الاعتراف لا يكفي للانتصار لذوي الضحايا". واكد توتو الذي كان متأثراً من الإفادات حول المجزرة والأوضاع التي يعيشها قطاع غزة أكد على ضرورة وقف إطلاق "الصواريخ الفلسطينية" على مستعمرة "سديروت"، وقال: لقد طالبت هنية بالعمل على وقف إطلاق تلك الصواريخ" التي يطلقها المقاومون رداً على الجرائم الاسرائيلية. وكان توتو قام بزيارة يوم الاربعاء على رأس لجنة تقصي الحقائق حول مجزرة بيت حانون إلى موقع القصف الاسرائيلي الذي اسفر عن استشهاد 19مدنيا في شمال قطاع غزة عام 2006.وأكدت اللجنة ان ما سمعته ورأته خلال التحقيق يفوق قدرة البشر على الاستيعاب في اشارة إلى بشاعة المجزرة الاحتلالية. واكد توتو في اثناء زيارته منزل عائلة العثامنة الذي أصيب بقذائف المدفعية الاسرائيلية في بيت حانون "زيارتنا تهدف إلى رفع تقرير إلى الأممالمتحدة لحقوق الانسان لكننا نريد التعبير عن تأثرنا الشديد". وأضاف "انه امر لا يتمناه احد لألد أعدائه" والتقى ناجين من القصف جالوا به في المنزل من ثلاث طبقات الذي ثقبه احد الصواريخ. وقالت له تهاني العثامنة باكية "كنت هنا مع ابني. كنت امسك بيده عندما قتل. هل تستطيع تصور شعور ام تحمل أحشاء ابنها"، هي التي خسرت ايضا ثلاثة من اصهارها. ووصل وفد من الاممالمتحدة برئاسة توتو والجامعية البريطانية (كريستين شينكين) إلى قطاع غزة عبر معبر رفح على الحدود مع مصر ويفترض ان يرفع تقريرا حول المأساة إلى مجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان الذي يتخذ مقرا في جنيف.