في كل صورة تلتقطها عدسات الكاميرات هناك خلفية لكل عناصرها. الخلفية مهمتها رفع مستوى جماليات اللقطة (الصورة) عامة، وإبراز العناصر الأخرى، بل إن الخلفية تكون أحيانا من أهم العناصر بالصورة. وفي جمال بيوتنا، الحائط وهو الخليفة لأي لمحة تلتقطها عدسات عيوننا، ليظهر المكان بعمومه جميلا متناسقا، أو فراغا مشوشا مشوها. الصورة بإطارها تكون مميزة متى ما اكتملت كل عناصرها وتفاصليها. وهذا الحائط غالبا ما يفقد الإنصاف والعدل من التخطيط والعطاء، مقارنة ببقية عناصر جماليات بيوتنا، فإما يكون مثقلاً بما يحمله من تفاصيل والوان، وهنا نحمله مالا طاقة له به!!! وأحيانا مهمشاً منسياً حتى من مسمار ربما تعلق به لوحة، تعيد له شيئاً من حقوقه الفنية المحروم منها. وهنا تخفق الصوفة، وينتكس السقف من علوه، وتتلاشى تفاصيل الرخام، وراء هذا الجدار المسلوب - كل أو بعض - حقوقه، في تأكيد كل جمال نشاهده في بيوتنا. سقوط ينبعث من جدار مزدحم بتابلوهات الجبس، وتأثيرات فرشة الدهان، وتعدد الألوان. أو سقوط ينبعث من صمت مطبق، لا يهمس بأي جمال يظهر ما بقي من عناصر شملتها عدسات عيوننا! دعونا نسأل ونتساءل، وندع الإجابات معلقة، لتجيب عليها نعمة حبانا الله بها، من تذوق أبصارنا لكل جميل، وبعيدا كل من حرم هذه النعمة أصلا، أو من قيدها بفاتورته وربحه المادي، كبعض التجار، أو معلمي الدهان والجبس. فلنعد تسليط عدسات عيوننا في زوايا مختلفة بالبيت، ونتساءل: أولاً، ما حجم أهمية الجدار لبقية العناصر؟ وهل كلها تتساوى بالأدوار والأهمية؟؟ وثانياً، كيف نعيد دراستها؟ وما هي الخيارات المطروحة؟ وثالثاً، وأخيرا كيف نرجح تلك الخيارات لنصنع جمال متكاملا؟