بعد أكثر من العام ونصف العام من التلكؤ والتوتر أصبح بإمكان الاتحاد الأوروبي استئناف الحوار مع روسيا بهدف توقيع اتفاقية جديدة للشراكة والتعاون بين الطرفين لاسيما في موضوع الطاقة وذلك اثر الإجماع الذي توصل إليه وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل بشأن البدء بالمفاوضات مع موسكو، حسب تصريحات دوائر دبلوماسية أوروبية. تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن التعثر الذي رافق المفاوضات في الماضي القريب وقاد إلى تجميدها فترة من الزمن كان مرده التهديد من كل من بولندا وليتوانيا باستخدام حق النقض (الفيتو) حيث سبق وطالبت وارسو رسميا بضرورة أن ترفع روسيا الحظر المفروض على بعض المنتجات الزراعية ومشتقات اللحوم البولندية كما طلبت أيضا بأن تبدي الدول الأوروبية كافة تضامناً مؤسساتياً ورسمياً معها في ملف الطاقة والصادرات الروسية من المحروقات إليها، غير أن التطور الحاصل في الموقف البولندي وتخليها عن تحفظاتها عبّد الطريق أمام الاتحاد الأوروبي ليواصل سعيه من اجل شراكة مع روسيا. ألمانيا من جانبها تأمل أن تصبح الاتفاقية الجديدة أساساً ملزماً لموسكو في تعاملها مع ألمانيا وغيرها من بلدان غرب أوربا المعتمدة إلى حد كبير على مصادر الطاقة الروسية وضمان حصولها على احتياطيات الطاقة الأوروبية من الجانب الروسي لاسيما في ظل تجارب الماضي القريب حين تعرضت إمدادات الطاقة إلى النقص في ألمانيا مسببة مشاكل اقتصادية جمة الأمر الذي تريد برلين تسويته عبر الاتفاقية الجديدة مع موسكو بقيادتها الجديدة خاصة وان العمل بالاتفاقية السابقة سينتهي مع نهاية العام الحالي. هذا ومن المفترض أن تبدأ الجولة الأولى من مفاوضات الشراكة قبيل القمة الأوروبية - الروسية المقرر انعقادها في سيبريا في السادس والعشرين والسابع والعشرين من حزيران (يونيو) المقبل والتي سيشارك فيها لأول مرة الرئيس الروسي الجديد ديمتري ميدييف.